للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إله إلّا الله واحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب واحده» وطاف عليه الصلاة والسلام بالبيت وهو على راحلته، واستلم الحجر بمحجنه «١» وأمر أصحابه أن يسرعوا ثلاثة أشواط اظهارا للقوة لأن المشركين قالوا: سيطوف اليوم بالكعبة قوم نهكتهم حمّى يثرب، فقال عليه الصلاة والسلام: «رحم الله امرأ أراهم من نفسه قوة» ، واضطبع «٢» عليه الصلاة والسلام بردائه، وكشف عضده اليمنى شأن الفتوة وفعل مثله المسلمون، وقد أتمّ المسلمون طوافهم بالبيت امنين محلقين رؤوسهم ومقصرين كما رأى عليه الصلاة والسلام في منامه.

زواج ميمونة «٣»

وتزوج صلّى الله عليه وسلّم وهو بمكّة ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج عمه حمزة بن عبد المطلب شهيد أحد، وخالة عبد الله بن العباس وهي اخر نسائه زواجا ولم يدخل بها إلّا بعد الخروج من مكّة حيث كان بسرف «٤» ، ولمّا خرج عليه الصلاة والسلام أمر الذين كان تركهم لحراسة الخيل بالذهاب ليطوفوا ففعلوا، ثم رجع عليه الصلاة والسلام إلى المدينة فرحا مسرورا بما حباه الله من تصديق رؤياه.


(١) عصا معطوفة الرأس معوجة.
(٢) أن يجعل الرجل وسط ردائه تحت منكبه الأيمن عند إبطه ويطرح طرفيه على منكبه الأيسر ويكون منكبه الأيمن مكشوفا.
(٣) (أخت أم الفضل لبابة) كان اسمها برة، فسماها النبي صلّى الله عليه وسلّم ميمونة، تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ذي القعدة سنة سبع لما اعتمر عمرة القضية، ماتت بسرف سنة ٥١ هـ.
(٤) موضع قرب التنعيم. وكان الذي زوجه إياها العباس بن عبد المطلب وأصدقها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أربع مائة درهم، واختلف الناس في تزويجه إياها أكان محرما أم حلالا والصحيح وهو حلال، وروى ذلك مسلم والدار قظي والترمذي، وتأول قول ابن عباس فتزوجها محرما أي في الشهر الحرام.

<<  <   >  >>