للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذوي الأرحام، وكان عليه الصلاة والسلام يقول لكل اثنين تاخيا في الله: أخوين أخوين) «١» ودام هذا الميراث إلى أن نزل الله سبحانه قوله في سورة الأحزاب وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ «٢» .

[هجرة أهل البيت]

ولما استقرّ عليه الصلاة والسلام بالمدينة أرسل زيد بن حارثة وأبا رافع إلى مكّة ليأتيا بمن تخلّف من أهله، وأرسل معهما عبد الله بن أريقط «٣» يدلهما على الطريق، فقدما بفاطمة وأم كلثوم ابنتيه عليه السلام، وسودة زوجه، وأم أيمن زوج زيد وابنها أسامه، أما زينب فمنعها زوجها أبو العاص بن الربيع، وخرج مع الجميع عبد الله بن أبي بكر بأم رومان «٤» زوج أبيه، وعائشة أخته، واسماء زوج الزبير بن العوام، وكانت حاملا بابنها عبد الله، وهو أول مولود للمهاجرين بالمدينة.

حمّى المدينة

ولم يكن هواء المدينة في البدء موافقا للمهاجرين من أهل مكّة، فأصاب كثيرا منهم الحمّى «٥» ، وكان رسول الله يعودهم فلمّا شكوا إليه الأمر قال: اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكّة وأشدّ وبارك في مدّها وفي صاعها، وانقل وباءها إلى الجحفة «٦» ، فاستجاب الله جلّ وعلا دعوته، وعاش المهاجرون في المدينة بسلام.


(١) قاله محمد بن اسحاق. ويقول الإمام ابن القيم، وقد قيل: إنه اخى بين المهاجرين بعضهم مع بعض مؤاخاة ثانية واتخذ فيها عليا أخا لنفسه.
(٢) اية ٦.
(٣) الليثي الدئلي دليل النبي صلّى الله عليه وسلّم وأبي بكر لما هاجر إلى المدينة وأنه على دين قومه.
(٤) هي بنت عامر، امرأة أبي بكر الصديق وأم عائشة وعبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم، توفيت في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وذلك في سنة ستة من الهجرة، فنزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قبرها واستغفر لها.
(٥) أبو بكر وبلال وعامر بن فهيرة.
(٦) قرية على اثنين وثمانين ميلا من مكة وهي ميقات أهل الشام. (المؤلف) (وكان بها يهود حينئذ) . والحديث رواه البخاري في صحيحه.

<<  <   >  >>