للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الإمام أبو بكر بن المقرئ: كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ في حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنا على حالة، وأثّر فينا الجوع، وواصلنا ذلك اليوم، فلما كان وقت العشاء حضرت قبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقلت: يا رسول الله الجوع، وانصرفت، فقال لي أبو القاسم: اجلس، فإما أن يكون الرزق أو الموت، قال أبو بكر: فقمت أنا وأبو الشيخ والطبراني جالس ينظر في شيء، فحضر بالباب علوى، فدقّ ففتحنا له، فإذا معه غلامان مع كل واحد زنبيل فيه شيء كثير، فجلسنا وأكلنا وظننا أن الباقي يأخذه الغلام، فولى وترك عندنا الباقي، فلما فرغنا من الطعام قال العلوي: يا قوم أشكوتم إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم؟ فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فأمرين أن أحمل بشيء إليكم.

وقال ابن الجلاد: دخلت مدينة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وبي ناقة، فتقدمت إلى القبر وقلت: ضيفك، فغفوت فرأيت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فأعطاني رغيفا، فأكلت نصفه، وانتبهت وبيدي النصف الآخر.

وقال أبو الخير الأقطع: دخلت مدينة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وأنا بفاقة، فأقمت خمسة أيام ما ذقت ذواقا، فتقدمت إلى القبر، وسلمت على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى أبي بكر وعمر، وقلت: أنا ضيفك يا رسول الله، وتنحّيت ونمت خلف القبر، فرأيت في المنام النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وأبو بكر عن يمينه وعمر عن شماله وعلي بن أبي طالب بين يديه، فحركني عليّ وقال: قم، قد جاء رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فقمت إليه وقبلت بين عينيه، فدفع إليّ رغيفا، فأكلت نصفه، وانتبهت فإذا في يدي نصف رغيف.

وقال أبو عبد الله محمد بن أبي زرعة الصوفي: سافرت مع أبي ومع أبي عبد الله بن خفيف إلى مكة، فأصابتنا فاقة شديدة، فدخلنا مدينة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم، وبتنا طاوين، وكنت دون البلوغ، فكنت أجئ إلى أبي غير دفعة وأقول: أنا جائع، فأتى أبي الحظيرة وقال: يا رسول الله أنا ضيفك الليلة، وجلس على المراقبة، فلما كان بعد ساعة رفع رأسه وكان يبكي ساعة ويضحك ساعة، فسئل عنه فقال: رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فوضع في يدي دراهم، وفتح يده، فإذا فيها دراهم، وبارك الله فيها إلى أن رجعنا إلى شيراز، وكنا ننفق منها.

وقال أحمد بن محمد الصوفي: تهت في البادية ثلاثة أشهر، فانسلخ جلدي، فدخلت المدينة، وجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وعلى صاحبيه ثم نمت فرأيته صلى الله عليه وسلم في النوم

<<  <  ج: ص:  >  >>