للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المواجهة الزور، وكانت داره في المربعة التي في القبر، قال سليمان: وقال مسلم: لا تنس حظك من الصلاة إليها؛ فإنه باب فاطمة التي كان علي يدخل إليها منه، وقد رأيت حسن بن زيد يصلي إليها.

وقد ذكرنا في فضل أسطوان مربعة القبر ما ورد من أنه صلّى الله عليه وسلّم «كان يأتي باب علي كل يوم» وفي رواية «عند صلاة الصبح» وفي رواية يحيى «إلى باب علي وفاطمة وحسن وحسين حتى يأخذ بعضادتي الباب ويقول: السلام عليكم أهل البيت» وفي رواية فيقول «الصلاة الصلاة الصلاة، ثلاث مرات، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا» وذكرنا أيضا أن أسطوان التهجد خلف بيت فاطمة رضي الله عنها.

وروى الطبراني من حديث أبي ثعلبة: كان النبي صلّى الله عليه وسلّم إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم يثني بفاطمة، ثم يأتي أزواجه، وفي لفظ: ثم بدأ ببيت فاطمة، ثم يأتي بيوت نسائه.

وأسند يحيى عن محمد بن قيس قال: كان النبي صلّى الله عليه وسلّم إذا قدم من سفر أتى فاطمة فدخل عليها وأطال عندها المكث، فخرج مرة في سفر وصنعت فاطمة مسكتين «١» من ورق وقلادة وقرطين، وسترت باب البيت لقدوم أبيها وزوجها، فلما قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ودخل عليها، ووقف أصحابه على الباب لا يدرون أيقيمون أم ينصرفون لطول مكثه عندها، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد عرف الغضب في وجهه، حتى جلس على المنبر، ففطنت فاطمة أنه فعل ذلك لما رأى من المسكتين والقلادة والستر، فنزعت قرطيها وقلادتها ومسكتيها ونزعت الستر وبعثت به إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقالت للرسول: قل له تقرأ عليك ابنتك السلام، وتقول لك:

اجعل هذا في سبيل الله، فلما أتاه قال: قد فعلت فداها أبوها، ثلاث مرات، ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء، ثم قام فدخل عليها.

وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قدم على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قوم عراة كانوا غزاة بالروم، فدخل على فاطمة وقد سترت سترا قال: أيسرك أن يسترك الله يوم القيامة؟

فأعطنيه، فأعطته، فخرج به فشقه لكل إنسان ذراعين في ذراع.

وعن علي رضي الله عنه قال: زارنا النبي صلّى الله عليه وسلّم، فبات عندنا والحسن والحسين نائمان، واستسقى الحسن، فقام النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى قربة لنا فجعل يعصرها في القدح ثم جعل يصبه، فتناول الحسين فمنعه، وبدأ بالحسن، فقالت فاطمة: يا رسول الله كأنه أحب إليك، قال:


(١) المسك: الأساور والخلاخيل من القرون أو العاج ونحوها.

<<  <  ج: ص:  >  >>