للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قل للوليد أبي العبّاس قد جمعت ... أيمان قومك بالتسليم في الصحف

ما زلت ترمي ويرمي الناس عن هدف ... حتى وضعت نصال النبل في الهدف

أعطاك ربّك طوعا من قلوبهم ... نصحا تبين قبل الظن والحلف

ما كان في هدم دار السوق إذ هدمت ... الأبيات المتقدمة

[بيت أم كلاب]

وروى ابن زبالة من طريق جعفر بن محمد عن أبيه قال: أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم برواية الخمر التي أهدى له الدوسي فأهريقت بالسوق عند بيت أم كلاب حيث يهراق الشراب اليوم، وسيأتي في ترجمة أحجار الزيت قول ابن أبي فديك: أدركت أحجار الزيت ثلاثة مواجهة بيت ابن أم كلاب، وهو اليوم يعرف ببيت بني أسد، انتهى، وكأنه غير بيت ابن أم كلاب الذي له ذكر في بني زريق، فهذا السوق هو المراد بما ورد من أنه صلّى الله عليه وسلّم خرج بأسرى بني قريظة إلى سوق المدينة فخندق بها خنادق، ثم ضرب أعناقهم في تلك الخنادق، ويظهر مما قدمناه ومما سيأتي في ترجمة الزوراء أن مقدم سوق المدينة مما يلي خاتمة البلاط وما حول ذلك كان يسمى بالزوراء.

[البطحاء]

وروى ابن شبة عن بعضهم أنه قال: أدركت سوقا بالزوراء يقال له سوق الحرص، كان الناس ينزلون إليها بدرج.

قلت: ورأيت في الأم للشافعي رضي الله تعالى عنه ما يقتضي تسمية سوق المدينة بالبطحاء؛ فإنه روي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخطب يوم الجمعة، وكان لهم سوق يقال لها البطحاء، كانت بنو سليم يجلبون إليها الخيل والإبل والغنم والسمن، فقدموا فخرج إليهم الناس- الحديث.

[بقيع الخيل]

وروى ابن شبة من طريق عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت في حديث ساقه:

كان يقال لسوق المدينة بقيع الخيل، وهذا الحديث تقدم من رواية ابن زبالة في ذكر دعائه صلّى الله عليه وسلّم للمدينة وسؤاله نقل وبائها، وفيه: ثم عمد إلى بقيع الخيل- وهو سوق المدينة- فقام فيه ووجهه إلى القبلة، فرفع يديه إلى الله فقال: اللهم حبّب إلينا المدينة- الحديث.

والبقيع هنا بالموحدة التحتية؛ فهو المراد بقول ابن عمر في حديثه الذي رواه الأربعة والحاكم: إني أبيع الإبل بالبقيع بالدنانير، وآخذ مكانها الدراهم- الحديث ولما خفي هذا على كثير من الناس قال بعضهم: إن الظاهر أن المراد النقيع بالنون أي حمى النقيع، قال: لأنه أشبه بالبيع من البقيع الذي هو مدفن، وقال النووي: ليس كما قال، بل هو بقيع الغرقد-

<<  <  ج: ص:  >  >>