للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبدلوا من أحجارها ما قدمنا أنهم أدخلوه في أسطوان الصندوق التي في جهة الرأس الشريف بالمسجد النبوي.

وهدم متولى العمارة أيضا ما يلي المنارة المذكورة من سور المسجد إلى آخر بابه الذي يليها في المغرب، وأعاد بناء ذلك، وجدد بعض سقفه، وبنى السبيل والبركة المقابلين للمسجد في المغرب بالحديقة المعروفة بالسراج العيني الموقوفة على قرابته، وقد كانت المنارة الأولى ألطف من هذه فزاد في طولها؛ فإن ابن النجار قال: وطول منارته من سطحه إلى رأسها اثنان وعشرون ذراعا، وعلى رأسها قبة طولها نحو عشرة أذرع، قال: وعرض المنارة من جهة القبلة عشرة أذرع شافّة، ومن المغرب ثمانية، وذكر قبل ذلك أن ارتفاع المسجد في السماء عشرون ذراعا؛ فيكون جملة طول المنارة الأولى اثنين وخمسين ذراعا من أعلاها إلى أسفل الأرض، وهو يقرب لما نقله ابن شبة في وصف المنارة المذكورة، فإنه قال: وطول منارته خمسون ذراعا، وعرضها تسعة أذرع وشبر في تسعة أذرع، انتهى. وذرع هذه المنارة المجددة اليوم من الأرض الخارجة عن المسجد إلى أعلى قبتها أحد وستون ذراعا، وعرضها تسعة أذرع في المشرق والقبلة، وهناك بابها.

ونقل ابن شبة عن أبي غسان أن طول مسجد قباء وعرضه سواء، وهو ست وستون ذراعا. قال: وطول ذرعه في السماء تسعة عشر ذراعا، وطول رحبته التي في جوفه- يعني صحنه- خمسون ذراعا، وعرضها ستة وعشرون ذراعا. وذكر ابن النجار نحوه، فقال:

طول ثمانية وستون ذراعا تشف قليلا، وعرضه كذلك.

قلت: وقد اختبرت ذلك فكان ذرع طوله من المشرق إلى المغرب مما يلي الشام ثمانية وستين ذراعا ونصفا، وكان عرضه من القبلة إلى الشام تسعة وسبعين ذراعا، وذرع طوله بين المشرق والمغرب مما يلي جدار القبلة أرجح من سبعين ذراعا بيسير، وطول ذرعه في السماء من أرض المسجد إلى سقفه تسعة عشر ذراعا، وطوله من خارجه من البلاط الذي في غربيه إلى أعلى شراريفه أربعة وعشرون ذراعا، وذرع طول صحنه من المشرق إلى المغرب أحد وخمسون ذراعا، وعرض صحنه من القبلة إلى الشام ستة وعشرون ذراعا وربع، وهذا الصحن هو الذي عبر عنه أبو غسان بالرحبة في جوفه؛ فصح بذلك أن رحبة المسجد اليوم على ما كانت عليه في زمن أبي غسان وغيره من المؤرخين الذين قدمنا كلامهم، وأن ما قدمناه في بيان مصلّى النبي صلى الله عليه وسلم بكونه عند المحراب الذي بجانب الأسطوانة التي في رحبة المسجد اليوم صحيح، وأن ما قاله المجد من كون تلك الدكة المتقدم وصفها بصحن المسجد غير صحيح.

وقال ابن جبير في رحلته: إن مسجد قباء سبع بلاطات، يعني أروقة كما هو في

<<  <  ج: ص:  >  >>