للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قبر عبد الله بن جعفر الطيار]

وقد ذكر أبو اليقظان أن عبد الله بن جعفر الجواد كان أجود العرب، وأنه توفي بالمدينة وقد كبر، وقال غيره: توفي ودفن بالأبواء سنة تسعين، ويقال: إنه كان ابن عشر سنين حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[قبور أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ورضي الله تعالى عنهن]

روى ابن زبالة عن محمد بن عبيد الله بن علي قال: قبور أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من خوخة نبيه إلى الزقاق الذي يخرج إلى البقال مستطيرة؛ وترجم ابن شبة لقبر أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ثم روى عن زيد بن السائب قال: أخبرني جدي قال: لما حفر عقيل بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه في داره بئرا وقع على حجر منقوش مكتوب فيه «قبر أم حبيبة بنت صخر بن حرب» فدفن عقيل البثر، وبنى عليه بيتا، قال ابن السائب: فدخلت ذلك البيت فرأيت فيه ذلك القبر.

قلت: فهذا وما قبله أصل في زيارتهن بالمشهد المعروف بهن في قبلة مشهد عقيل رضي الله عنه، والظاهر أن خوخة نبيه في غربي المشهد المذكور، وكذا الزقاق الذي يخرج إلى البقال؛ لما سيأتي في ترجمته، فيكون بعضهن بقرب الحسن والعباس رضي الله تعالى عنهما، ولهذا روي ابن شبة عن محمد بن يحيى قال: سمعت من يذكر أن قبر أم سلمة رضي الله تعالى عنها بالبقيع حيث دفن محمد بن زيد عليّ قريبا من موضع فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه كان حفر فوجد على ثمانية أذرع حجرا مكسورا مكتوبا في بعضه «أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم» فبذلك عرف أنه قبرها.

وقد أمر محمد بن زيد بن علي أهله أن يدفنوه في ذلك القبر بعينه، وأن يحفروا له عمقا ثمانية أذرع، فحفر كذلك ودفن فيه.

وروى ابن زبالة عن إبراهيم بن علي بن حسن الرافعي قال: حفر لسالم البانكي مولى محمد بن عليّ فأخرجوا حجرا طويلا فإذا فيه مكتوب «هذا قبر أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم» وهو مقابل خوخة آل نبيه بن وهب، قال: فأهيل عليه التراب وحفر لسالم في موضع آخر.

وعن حسن بن علي بن عبيد الله بن محمد بن عمر بن عليّ أنه هدم منزله في دار علي بن أبي طالب، قال: فأخرجنا حجرا مكتوبا فيه «هذا قبر رملة بنت صخر» قال: فسألنا عنه فائدا مولى عبادل فقال: هذا قبر أم حبيبة ابنة أبي سفيان، ويخالفه ما تقدم من أن قبرها في دار عقيل، ولعله تصحف بعلي.

وفي صحيح البخاري أن عائشة رضي الله تعالى عنها أوصت عبد الله بن الزبير لا تدفني معهم، تعني النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، وادفني مع صواحبي بالبقيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>