للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى ابن زبالة عن عبد الحميد بن جعفر قال: ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبته حين حاصر بني قريظة على بئر أنا، وصلّى في المسجد الذي هناك، وشرب من البئر، وربط دابته بالسّدرة التي في أرض مريم ابنة عثمان.

وقال ابن إسحاق: لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني قريظة نزل على بئر من آبارها، وتلاحق به الناس، وهي بئر أنا.

قلت: وهي غير معروفة اليوم، وناحية بني قريظة عند مسجدهم

بئر أنس بن مالك بن النضر: وتضاف أيضا لأبيه.

وروى ابن زبالة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استسقى، فنزع له دلو من بئر دار أنس، فسكب على اللبن فأتى به فشرب، وعمر بين يديه وأبو بكر عن يساره، وأعرابي عن يمينه، الحديث، وهو في الصحيح عن أنس بلفظ: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في دارنا هذه، فاستسقى. فحلبنا شاة لنا ثم شبته من بئرنا هذه فأعطيته، الحديث.

وروى ابن شبة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب من بئر أنس التي في دار أنس.

وخرج أبو نعيم عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم بزق في بئر داره، فلم يكن بالمدينة بئر أعذب منها، قال: وكانوا إذا حوصروا استعذب لهم منها، وكانت تسمى في الجاهلية البرود.

قلت: وهي غير معروفة اليوم، لكن تقدم عن ابن شبة في البلاط أنه كان له سرب يخرج عند دار أنس بن مالك في بني جديلة، وتقدم في بيان المحلّ الذي ضرب منه اللبن للمسجد النبوي أن البئر المعروف اليوم بالرباطية وقف رباط اليمنة في شامي الحديقة المعروفة بالرومية بقرب دار فحل يتبرك بها الفقراء، كما ذكره الزين المراغي، وقال: إنها تعرف ببئر أيوب، وكذلك البئر ذات الدرج التي في شرقيها في الحديقة المعروفة بأولاد الصفي تعرف ببئر أيوب أيضا.

قلت: والمعروف اليوم ببئر أيوب إنما هي الثانية، والظاهر أنها بئر أبي أيوب الأنصاري، وأما الأولى فالظاهر أنها بئر أنس؛ لأنها في جهة السرب الذي ذكره ابن شبة قرب منازل بني جديلة، ولتبرك الناس بها قديما، ولأنها عذبة الماء بحيث يشرب منها كثير من أهل تلك الجهة أيام النقلة في الصيف، وسيأتي في بئر السقيا أنه كان يستعذب للنبي صلى الله عليه وسلم الماء من بئر مالك بن النضر والد أنس.

وروى ابن شبة عن أنس في ذكر بئره قال: كان في داري بئر تدعى في الجاهلية البرود، كان الناس إذا حوصروا شربوا منها.

واعلم أن أنس بن مالك بن النضر بن عدي بن النجار قد روى أهل السير أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغ من العمر ستّ سنين خرجت به أمه إلى طيبة تزيره أخواله من بني عدي بن النجار، قال صلى الله عليه وسلم: فأحسنت العوم في بئرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>