للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي صحيح البخاري في باب المساجد التي على طريق المدينة والمواضع التي صلّى فيها النبي صلى الله عليه وسلم عن نافع أن عبد الله أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان ينزل بذي الحليفة» حين يعتمر، وفي حجته حين حج» - تحت سمرة في موضع المسجد الذي بذي الحليفة، وكان إذا رجع من غزو كان في تلك الطريق أو حجّ أو عمرة هبط بطن واد، فإذا ظهر من بطن واد أناخ بالبطحاء التي على شفير الوادي الشرقية فعرّس ثمّ حتى يصبح» ليس عند المسجد الذي بحجارة ولا على الأكمة التي عليها المسجد، وكان ثم خليج يصلي عبد الله عنده في بطنه كثب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يصلي فدحا فيه السيل بالبطحاء، حتى دفن ذلك المكان الذي كان عبد الله يصلي فيه.

قال الحافظ ابن حجر: قوله «بطن واد» أي وادي العقيق.

قلت: ورواه ابن زبالة بلفظ «هبط بطن الوادي، فإذا ظهر من بطن الوادي أناخ بالبطحاء التي على شفير الوادي الشرقية» .

ورواه المطري من غير عزو، وقال فيه «هبط بطن الوادي وادي العقيق» وأظنه من الرواية بالمعنى، وهو يقتضي أن يكون المعرّس في شرقي وادي العقيق فلا يكون بذي الحليفة، فيتعين أن يكون المارد بطن واد في وادي العقيق؛ إذ المعرس ذو الحليفة.

ففي الحج من صحيح البخاري عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان يخرج من طريق الشجرة، ويدخل من طريق المعرس» وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان إذا خرج إلى مكة يصلي في مسجد الشجرة، وإذا رجع صلّى بذي الحليفة ببطن الوادي وبات حتى يصبح» .

وفيه أيضا من طريق عقبة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أرى وهو في معرّسه بذي الحليفة ببطن الوادي قيل له: إنك ببطحاء مباركة، وقد أناخ بنا سالم يتوخّى المناخ الذي كان عبد الله ينيخ يتحرّى معرّس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أسفل من المسجد الذي ببطن الوادي، بينه وبين الطريق وسطا من ذلك.

قلت: والمسجد المتقدم ذكره ببطن الوادي، فلعله المراد، ويكون المعرس بقربه من المشرق.

وروى يحيى عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له وهو بالمعرس نائم يعني معرس الشجرة:

إنك ببطحاء مباركة.

قلت: فيتأيد به ما تقدم لإضافته المعرس إلى الشجرة، ولا يشكل ذلك ببعد هذا المسجد عن الطريق التي تسلك اليوم إلى المدينة؛ لما تقدم من رواية ابن عمر في اختلاف طريق الشجرة وطريق المعرّس.

وروى البزار بسند جيد عن أبي هريرة نحوه، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان يخرج من طريق الشجرة، ويدخل من طريق المعرس» .

<<  <  ج: ص:  >  >>