للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجعلوا يمزحون به فيما بينهم، يقول هذا بيتا وهذا بيتا، فكان مما حفظت من ذلك قول أحدهم:

حبذا ثم حبذا ... في قصر ابن عنبسة

ولمات تجمعوا ... وجزور مكردسه

والتواليد عندنا ... كالرباط المورّسه

[قصر أبي بكر الزبيري المعروف بالمستقر]

قصر أبي بكر بن عبد الله بن مصعب الزبيري الذي يعرف بالمستقر اشتراه وهو بيت أو بيتان، فهدم ذلك، وبناه قصرا، ففيه يقول القائل:

يا قصر لو كان خالدا أحد ... بالجود والمجد كان مولاكا

ولو تفدى المنون ذا كرم ... كان أبو بكر الندى ذا كا

وفيه يقول أيضا حين بيع في تركة أبي بكر:

أوحش المستقرّ بعد أبي بكر ... فأضحى ينوح في كل حين

بعد عز وبهجة وبهاء ... تاه يوما به على الثقلين

فاعذروه يا هؤلاء؛ إن ذا ال ... شجو ليجري دموعه من معين

[قصر عبد الله بن أبي بكر العثماني]

قصر عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن عثمان بن عفان- قال محمد بن معاوية: كنت أنا ومحمد بن عبد الله البكري- وكان قاضيا على المدينة- متنزهين بالعقيق في قصر ابن بكير، فكتب محمد بن عبد الله في الجدار:

أين أهل العقيق أين قريش ... أين عبد العزيز وابن بكير

ولو أنّ الزمان خلد حيا

ثم كتب تحته: من أتم هذا النصف فله سبق، قال: فتنزه عمر بن عبد الله بن نافع في قصر ابن بكير، فقرأ الكتابة، فأتم النصف، فكتب:

كان فيه يخلد ابن الزبير

قال محمد بن معاوية: فعاد محمد بن عبد الله للنزهة، فوجد البيت قد أتم، فسأل من أتمه، فقلت له: عمر بن عبد الله، فقال: لو كنت أكلمه وفيت له بسبقه، أحسن وصدق.

وكان عمر بن عبد الله له هاجرا.

وستأتي قصور أخرى في الجمّاوات، قال أبو علي الهجري: إن سيل الوادي يفضي إلى الشجرة التي بها محرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يلي ذلك مزارع أبي هريرة رضي الله تعالى، ثم تتابع القصور يمنة ويسرة بها منازل الأشراف فيها يبتدئون، منها منازل عن يمين الجائي من مكة بسفح عير.

<<  <  ج: ص:  >  >>