للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكرمك الله بأحسن المعرفة، أعرفك والله، أسلمت إِذْ كَفَرُوا، وَعَرَفْتَ إِذْ أَنْكَرُوا، وَوَفَّيْتَ إِذْ غَدَرُوا، وَأَقْبَلْتَ إِذْ أَدْبَرُوا. فَقَالَ: حَسْبِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَسْبِي.

وشهد فتوح العراق، ووقعة القادسية، ووقعة مهران، ويوم الجسر مَعَ أَبِي عُبَيْد [١] ، وغير ذَلِكَ.

وكان مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد لما سار إِلَى الشام، وشهد معه بعض الفتوح، وأرسل معه خَالِد بالأخماس إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

وسكن الكوفة، قَالَ الشَّعْبِيّ: أرسل الأشعث بْن قيس إِلَى عدي بْن حاتم يستعير مِنْهُ قدور حاتم، فملأها، وحملها الرجال إِلَيْه، فأرسل إِلَيْه الأشعث: إنما أردناها فارغة! فأرسل إِلَيْه عدي: إنا لا نعيرها فارغة.

وكان عدي يفت الخبز للنمل ويقول: إنهن جارات، ولهن حق.

وكان عدي منحرفًا عَنْ عثمان، فلما قتل عثمان قال: «لا يحبق [٢] فِي قتله عناق» . فلما كَانَ يَوْم الجمل فقئت عينه، وقتل ابنه مُحَمَّد مَعَ عليّ، وقتل ابنه الآخر مَعَ الخوارج، فقيل لَهُ: يا أبا طريف، هَلْ حبق فِي قتل عثمان عناق؟! قَالَ: إي والله، والتيس الأعظم.

وشهد صفين مَعَ عليّ، روى عَنْهُ الشَّعْبِيّ، وتميم بْن طرفة، وعبد اللَّه بْن معقل، وَأَبُو إِسْحَاق الهمداني، وغيرهم.

وتوفي سنة سبع وستين، وقيل: سنة ثمان. وقيل: سنة تسع وستين، وله مائة وعشرون سنة قيل: مات بالكوفة أيام الْمُخْتَار، وقيل: مات بقرقيسياء، والأول أصح.

أَخْرَجَهُ الثلاثة.

النضنضة: تحريك اللسان. والغضاضة: الذلة. والنقيصة وقيل: إنَّما هِيَ «خصاصة» بالخاء، وهي الفقر.

٣٦٠٥- عدي بن ربيعة بن سواءة

(د ع) عدي بْن رَبِيعة بْن سواءة بن جشم بن سعد الجشمي.


[١] في المطبوعة: «مع أبى عبيدة» ، وستأتي ترجمة «أبى عبيد» في باب الكنى.
[٢] لا يحبق: لا يضرط.

<<  <  ج: ص:  >  >>