للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ قَالَ: يَا عِكْرَاشُ، كُلْ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّهُ طَعَامٌ وَاحِدٌ. ثُمَّ أُتِينَا بِطَبَقٍ فِيهِ أَلْوَانُ الرُّطَبِ- أَوِ: التَّمْرِ، شَكَّ عُبَيْدُ اللَّهِ- فَجَعَلْتُ آكُلُ مِنْ بَيْنِ يَدِي، وَجُعِلَتْ يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي الطَّبَقِ فَقَالَ: يَا عِكْرَاشُ، كُلْ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ، فَإِنَّهُ غَيْرُ لَوْنٍ وَاحِدٍ. ثُمَّ أُتِينَا بِمَاءٍ، فَغَسَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ، ثُمَّ مَسَحَ بِبَلَلِ كَفِّهِ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا عِكْرَاشُ هَكَذَا الْوُضُوءُ مِمَّا غَيَّرَتْهُ النَّارُ» [١] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.

قلت: قول ابْنِ منده: «إنه منقري» وهم مِنْهُ، إنَّما هُوَ من ولد مرة بْن عُبَيْد أخي منقر ابْنُ عُبَيْد، ودليله ما ذكر فِي الحديث: أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصدقة قومه بني مرة بْن عُبَيْد، وكل إنسان كَانَ يحمل صدقة قومه، لا صدقة غيرهم، والله أعلم.

٣٧٣٥- عكرمة بن أبى جهل

(ب د ع) عكرمة بْن أَبِي جهل بْن هِشَام بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مخزوم القرشي المخزومي. وأمه أم مجالد إحدى نساء بني هلال بْن عَامِر، واسم أَبِي جهل عَمْرو، وكنيته أَبُو الحكم وَإِنما رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمون كنوه أبا جهل، فبقي عَلَيْهِ ونسي اسمه وكنيته- وكنيته عكرمة.

فهو عثمان [٢] .

أسلم بعد الفتح بقليل، وكان شديدا الْعَدَاوَةِ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الجاهلية، ومن أشبه أباه فما ظلم! وكان فارسًا مشهورًا، ولما فتح رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكَّة هرب منها ولحق باليمن، وكان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما سار إِلَى مكَّة أمر بقتل عكرمة ونفر معه.

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْفَقِيهُ الْمَخْزُومِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ. زَعَمَ السُّدِّيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْن سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْم فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ، وَقَالَ: اقْتُلُوهُمْ وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلِّقِينَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ: عِكْرِمَةَ بْن أَبِي جَهْلٍ، وَعَبْدَ اللَّه بْن خَطْلٍ، وَمِقْيَسَ بْن صُبَابَةَ وَعَبْدَ اللَّه بْن سَعْدِ بْن أَبِي سَرْحٍ، فَأمَّا ابْنُ خَطْلٍ فَأُدْرِكَ وهو متعلق بأستار


[١] تحفة الأحوذي، أبواب الأطعمة، باب ما جاء في التسمية على الطعام، الحديث ١٩١٩: ٥/ ٥٩٢- ٥٩٤، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث العلاء بن الفضل، وقد تفرد العلاء بهذا الحديث» .
هذا وينظر ما قيل عن العلاء في التهذيب: ٨/ ١٨٩، ١٩٠.
[٢] ينظر كتاب نسب قريش: ٣١٠/ ٣١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>