للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وهذا قدامة هُوَ: قدامة بْن عَبْد اللَّه الثقفي الكلابي، وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْن منده، وأخرج هَذَا الحديث، فَقَالَ: عَنْ عمي قدامة بْن عَبْد اللَّه بْن عمار، ونسبه هكذا فلا أدرى كيف خفي هَذَا عَلَى الحافظ أَبِي مُوسَى مَعَ علمه وضبطه وَإِتقانه. وغاية ما عمل ابْن شاهين أَنَّهُ لم ينسبه، فلا يكون غيره مَعَ هذه الشواهد أنه هو، والله أعلم.

٤٢٨٠- قدد بن عمار السلمي

(س) قدد [١] بْن عمار السلمي.

وفد عَلَى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، أورده ابْن شاهين هكذا، وَقَالَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ أَبِي معشر، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رومان- ورجال الْمَدَائِنيّ قَالُوا: ثُمَّ قَدِمَ بَنُو سُلَيْمٍ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم بقائد عام الفتح، وهم سبعمائة، وَيُقَالُ: أَلْفٌ، فَقَالَ النَّاسُ: مَا جَاءُوا إِلا لِلْغَنَائِمِ! وَفَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ غُلامًا قَدْ كَانَ قَدِمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ، مَا فَعَلَ الْغُلامُ الْحُسَانُ [٢] الطَّلِيقُ اللِّسَانِ، الصَّادِقُ الْإِيمَانِ قَالُوا: ذَاكَ قَدَدُ بْنُ عَمَّارٍ، تُوُفِّيَ: فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ.

وَقَدْ كَانَ قدد وفد إِلَى النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وبايعه وعاهده أن يأتيه بألف من بني سليم، وأتى قومه وأخبرهم الخبر، فخرج فِي تسعمائة، وخلف فِي الحي مائة، وأقبل بهم يريد النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فنزل بِهِ الموت، فأوصى إِلَى ثلاثة رهط من قومه: إِلَى عَبَّاس بْن مرداس، وأمره عَلَى ثلاثمائة، وَإِلى الأخنس [٣] بْن يَزِيدَ وأمره عَلَى ثلاثمائة، وَإِلى حبان [٤] بْن الحكم وأمره عَلَى ثلاثمائة، فقدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَيْنَ الغلام، وذكره، فلما قدموا على النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: أين تكملة الألف؟ قَالُوا: تخلف فِي الحي مائة رَجُل. فأمرهم إن يبعثوا يحضرون المائة، فأحضروهم، وعليهم المقنع بْن مَالِك بْن أمية، وله يَقُولُ عَبَّاس بْن مرداس:

القائد المائة التي وفى بها ... تسع المئين فتمّ ألفا أقرعا [٥]

أخرجه أبو موسى.


[١] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة ٧٠٩٣/ ٣/ ٢٢١: «قدد، بدالين، وزن عمر، ويقال: آخره راء، ويقال:
قدن، بفتحتين ونون» ..
[٢] الحسان- بضم الحاء-: الحسن الجميل.
[٣] كذا، ومثله في الإصابة، ويبدو أن الصواب: «يزيد بن الأخنس» فلم تتقدم له ترجمة.
[٤] في المطبوعة: «حيان» بالياء المثناة. وقد تقدمت ترجمته برقم ١٠٢٧: ١/ ٤٣٨.
[٥] ألف أقرع: تام. والبيت في الإصابة: ٣/ ٢٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>