للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى أيضا عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود: أن خديجة ولدت للنبي صلى الله عليه وسلم زينب ورقية، وفاطمة، وأم كلثوم.

وروى محمد بن فضالة قال: سمعت أن خديجة ولدت للنبي صلى الله عليه وسلم زينب، وأم كلثوم، وفاطمة، ورقية. وقيل: إن فاطمة أصغرهن عليهن السلام.

وقال أبو عمر: لا أعلم خلافا أن زينب أكبر بنات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واختلف فيمن بعدها [١] .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوج ابنته رقية من عتبة بن أبي لهب، وزوج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت سورة «تبت» قال لهما أبوهما أبو لهب، وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب: «فارقا ابنتي» محمد [٢] . ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما كرامة من الله تعالى لهما وهوانا لابني أبي لهب. فتزوج عثمان بن عفان رقية بمكة، وهاجرت معه إلى الحبشة، وولدت له هناك ولدا، فسماه عبد الله. وكان عثمان يكنى به، فبلغ الغلام ست سنين فنقر عينه ديك، فورم وجهه ومرض ومات، وكان موته في جمادى الأولى سنة أربع، وصلى عليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ونزل أبوه عثمان في حفرته.

وقال قتادة: «إن رقية لم تلد من عثمان ولدا» . وهذا ليس بصحيح، إنما أختها أم كلثوم لم تلد من عثمان، وكان تزوجها بعد رقية، وهذا يدل على أن رقية أكبر من أم كلثوم. ولما سار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إلى بدر كانت ابنته رقية مريضة، فتخلف عليها عثمان بأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له بذلك، فتوفيت يوم وصول زيد بن حارثة مبشرا بظفر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين، وكانت قد أصابتها الحصبة، فماتت بها. وقيل: ماتت قبل وصول زيد، ودفنت عند ورود زيد، فبينما هم يدفنونها سمع الناس التكبير، فقال عثمان: ما هذا التكبير؟ فنظروا فإذا زيد على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء بشيرا بقتلى بدر والغنيمة، وضرب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُثْمَانَ بسهمه وأجره، لا خلاف بين أهل السير في ذلك.

وقال قتادة: حدثني النضر بن أنس، عن أبيه أنس قال: خرج عثمان مهاجرا إلى أرض الحبشة، ومعه زوجه رقية بنت رسول الله، فاحتبس خبرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يخرج


[١] الاستيعاب: ٤/ ١٨٣٩.
[٢] انظر كتاب نسب قريش لمصعب: ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>