للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثابت» . وقد استعمله عمر بن الخطاب عَلَى الْقَضَاءِ، وَقَالَ مَسْرُوقٌ: كَانَ زَيْدُ بْنُ ثابت من الراسخين، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ أَخَذَ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ بِالرِّكَابِ فَقَالَ لَهُ: تنح يا ابن عم رسول الله، فَقَالَ: لَا! هَكَذَا نَفْعَلُ بِعُلَمَائِنَا وَكُبَرَائِنَا. وَقَالَ الأعمش عن ثابت عن عُبَيْدٍ قَالَ:

كَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ أفكه الناس في بيته ومن أذمها إِذَا خَرَجَ إِلَى الرِّجَالِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ:

خَرَجَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ إِلَى الصَّلَاةِ فَوَجَدَ النَّاسَ رَاجِعِينَ مِنْهَا فَتَوَارَى عَنْهُمْ، وَقَالَ: من لا يستحيى من الناس لا يستحيى مِنَ اللَّهِ. مَاتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ وَقِيلَ فِي سَنَةِ خَمَسٍ وَخَمْسِينَ، وَالصَّحِيحُ الْأَوَّلُ، وَقَدْ قارب الستين وصلى عليه مروان، وقال ابن عباس: لقد مات اليوم عالم كبير. وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:

مَاتَ حَبْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ.

وَفِيهَا مَاتَ سَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ عن سبعين، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَمَا بَعْدَهَا وَلَا عَقِبَ له. وعاصم ابن عدي، وقد استخلفه رسول الله حين خرج إلى بدر على قبا وَأَهْلِ الْعَالِيَةِ، وَشَهِدَ أُحُدًا وَمَا بَعْدَهَا، وَتُوُفِّيَ عن خمس وعشرين ومائة، وقد بعثه رسول الله هُوَ وَمَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ إِلَى مَسْجِدِ الضِّرَارِ فَحَرَّقَاهُ.

وَفِيهَا تُوُفِّيَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، وَكَانَتْ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ حنيس بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، وَهَاجَرَتْ مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَتُوُفِّيَ عَنْهَا بَعْدَ بَدْرٍ، فَلَمَّا انْقَضَتْ عُدَّتُهَا عَرَضَهَا أَبُوهَا عَلَى عُثْمَانَ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجَتِهِ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَبَى أَنْ يَتَزَوَّجَهَا، فَعَرَضَهَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، فَمَا كَانَ عَنْ قَرِيبٍ حَتَّى خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَزَوَّجَهَا، فَعَاتَبَ عُمَرُ أَبَا بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ أبو بكر: إن رسول الله كَانَ قَدْ ذَكَرَهَا فَمَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ تركها فتزوجها. وَقَدْ رَوَيْنَا فِي الْحَدِيثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَ حَفْصَةَ ثُمَّ رَاجَعَهَا. وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّ جِبْرِيلَ أَمَرَهُ بِمُرَاجَعَتِهَا، وَقَالَ: إِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، وَهِيَ زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ. وَقَدْ أَجْمَعَ الْجُمْهُورُ أَنَّهَا تُوُفِّيَتْ فِي شَعْبَانَ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ عَنْ سِتِّينَ سَنَةً، وَقِيلَ إِنَّهَا تُوُفِّيَتْ أَيَّامَ عُثْمَانَ وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ.

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ

فِيهَا شَتَّى الْمُسْلِمُونَ بِبِلَادِ الرُّومِ مَعَ أَمِيرِهِمْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَقِيلَ كَانَ أَمِيرُهُمْ غَيْرَهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِيهَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَخُو مُعَاوِيَةَ، وَالْعُمَّالُ عَلَى الْبِلَادِ هُمُ الْمُتَقَدِّمُ ذِكْرُهُمْ

وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِي هذه السنة

سالم بن عمير أحد البكاءين الْمَذْكُورِينَ فِي الْقُرْآنِ، شَهِدَ بَدْرًا وَمَا بَعْدَهَا مِنَ الْمَشَاهِدِ كُلِّهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>