للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّاسِ؟ فِيمَ أَذْهَبْتَ أَمْوَالَهُمْ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لم أفسده ولكن أصبت إما غرقا وإما حرقا، فيقول الله سبحانه أَنَا أَحَقُّ مَنْ قَضَى عَنْكَ الْيَوْمَ، فَتَرْجَحُ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ» . لفظ أبى داود ورواه يزيد بن هارون عن صدقة به وقال فيه: «فيدع الله بشيء فيضعه في ميزانه فيثقل» ورواه الطبراني من طريق أبى نعيم عن صدقة به، ورواه الطبراني أيضا عن حفص بن عمر وأحمد ابن داود المكيّ قالا: حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا صدقة به، والله سبحانه وتعالى أعلم.

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ

الْأَشْعَرِيُّ نَزِيلُ فِلَسْطِينَ وَقَدْ رَوَى عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَقِيلَ إِنَّ لَهُ صُحْبَةٌ وَقَدْ بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الشَّامِ لِيُفَقِّهَ أَهْلَهَا فِي الدِّينِ وكان من العباد الصالحين.

جنادة بن أُمَيَّةَ الْأَزْدِيُّ

شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى غَزْوِ الْبَحْرِ لِمُعَاوِيَةَ، وَكَانَ مَوْصُوفًا بِالشَّجَاعَةِ وَالْخَيْرِ، تُوُفِّيَ بِالشَّامِ وَقَدْ قَارَبَ الثَّمَانِينَ.

الْعَلَاءُ بن زياد البصري

كان من العباد الصالحين مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ كَثِيرَ الْخَوْفِ وَالْوَرَعِ، وَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي بَيْتِهِ وَلَا يُخَالِطُ النَّاسَ، وَكَانَ كَثِيرَ الْبُكَاءِ، لَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى عَمِيَ، وَلَهُ مَنَاقِبُ كَثِيرَةٌ، تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ فِي هذه السنة. قلت: إنما كان معظم بكاء العلاء بن زياد بعد تلك الرؤيا التي رآها له رجل من أهل الشام أنه من أهل الجنة، فقال له العلاء: أما أنت يا أخى فجزاك الله عن رؤياك لي خيرا، وأما أنا فقد تركتني رؤياك لا أهدأ بليل ولا نهار، وكان بعدها يطوى الأيام لا يأكل فيها شيئا وبكى حتى كاد يفارق الدنيا، ويصلى لا يفتر، حتى جاء أخوه إلى الحسن البصري فقال: أدرك أخى فإنه قاتل نفسه، يصوم لا يفطر، ويقوم لا ينام، ويبكى الليل والنهار لرؤيا رآها بعض الناس له أنه من أهل الجنة، فجاء الحسن فطرق عليه بابه فلم يفتح، فقال له: افتح فانى أنا الحسن، فلما سمع صوت الحسن فتح له، فقال له الحسن: يا أخى الجنة وما الجنة للمؤمن، إن للمؤمن عند الله ما هو أفضل من الجنة، فقاتل أنت نفسك؟ فلم يزل به حتى أكل وشرب وقصر عما كان فيه قليلا. وروى ابن أبى الدنيا عنه أنه أتاه آت في مقامه فأخذ بناصيته وقال: يا غلام قم فاذكر الله يذكرك. فما زالت تلك الشعرات التي أخذ بها قائمة حتى مات، وقد قيل: إنه كان يرفع له إلى الله كل يوم من العملي الصالح بقدر أعمال خلق كثير من الناس كما رأى ذلك بعض أصحابه في المنام. وقال العلاء: نحن قوم وضعنا أنفسنا في النار فان شاء الله أن يخرجنا منها أخرجنا. وقال: كان رجل يرائى بعمله فجعل يشمر ثيابه ويرفع صوته إذا قرأ، فجعل لا يأتى على أحد إلا سبه، ثم رزقه الله الإخلاص واليقين

<<  <  ج: ص:  >  >>