للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحاصر بها صاحبها سيما حتى قتله وأخذ البلد كما ذكرنا.

توفى بِمِصْرَ فِي أَوَائِلِ ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ مِنْ عِلَّةٍ أَصَابَتْهُ مِنْ أَكْلِ لَبَنِ الجواميس كان يحبه فأصابه بسببه درب فكاواه الأطباء وأمروه أن يحتمي منه فلم يقبل منهم، فكان يأكل منه خفية فَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ. وَقَدْ تَرَكَ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَثَاثِ وَالدَّوَابِّ شَيْئًا كَثِيرًا جِدًّا، مِنْ ذَلِكَ عشرة آلاف ألف دينار، ومن الفضة شيئا كثيرا، وَكَانَ لَهُ ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ وَلَدًا، مِنْهُمْ سَبْعَةَ عَشَرَ ذَكَرًا، فَقَامَ بِالْأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ وَلَدُهُ خمارويه كما سيأتي مَا كَانَ مَنْ أَمْرِهِ. وَكَانَ لَهُ مِنَ الغلمان سَبْعَةُ آلَافِ مَوْلًى، وَمِنَ الْبِغَالِ وَالْخَيْلِ وَالْجِمَالِ نحو سبعين ألف دابة، وقيل أكثر من ذلك. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: وَإِنَّمَا تَغَلَّبَ عَلَى الْبِلَادِ لاشتغال الموفق بن المتوكل بِحَرْبِ صَاحِبِ الزَّنْجِ، وَقَدْ كَانَ الْمُوَفَّقُ نَائِبَ أخيه المعتمد.

وفيها توفى أحمد بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ سَهْلٍ الْكَاتِبُ صَاحِبُ كِتَابِ الْخَرَاجِ. قَالَهُ ابْنُ خَلِّكَانَ.

وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَرْقِيِّ. وَأُسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ الْجَمَّالُ. وَبَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْمِصْرِيُّ فِي ذِي الْحِجَّةِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ

وَالْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ العلويّ

صاحب طبرستان في رجب منها، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ وستة أيام، وقام من بعده بالأمر أَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ. وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ زيد هذا كريما جوادا يعرف الفقه والعربية، قال له مرة شاعر من الشعراء فِي جُمْلَةِ قَصِيدَةٍ مَدَحَهُ بِهَا:

اللَّهُ فَرْدٌ وابن زيد فرد.

فقال له: اسكت سد الله فاك، ألا قُلْتَ:

اللَّهُ فَرْدٌ وَابْنُ زَيْدٍ عَبْدُ.

ثُمَّ نزل عن سريره وخر للَّه ساجدا وَأَلْصَقَ خَدَّهُ بِالتُّرَابِ وَلَمْ يُعْطِ ذَلِكَ الشَّاعِرَ شيئا. وامتدحه بعضهم فقال في أول قصيدة:

لا تقل بشرى ولكن بشريان ... غرة الداعي ويوم المهرجان

فقال له الحسن: لو ابتدأت بالمصراع الثاني كان أَحْسَنَ، وَأَبْعَدَ لَكَ أَنْ تَبْتَدِئَ شِعْرَكَ بِحَرْفِ «لَا» . فَقَالَ لَهُ الشَّاعِرُ: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا أَجْلَّ مَنْ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَقَالَ: أَصَبْتَ وَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ سَنِيَّةٍ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ.

وَدَاودُ بْنُ عَلِيٍّ

الْأَصْبَهَانِيُّ ثُمَّ الْبَغْدَادِيُّ الْفَقِيهُ الظَّاهِرِيُّ إِمَامُ أَهْلِ الظَّاهِرِ، رَوَى عَنْ أَبِي ثَوْرٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ الْقَعْنَبِيِّ وَمُسَدَّدِ بن سرهد، وغير واحد روى عَنْهُ ابْنُهُ الْفَقِيهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاوُدَ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ. قَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ فقيها زاهدا وفي كتبه حديث كثير دال على غزارة علمه، كانت وَفَاتُهُ بِبَغْدَادَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ مائتين. وذكر أبو إسحاق السيرامى فِي طَبَقَاتِهِ أَنَّ أَصْلَهُ مِنْ أَصْبَهَانَ وَوُلِدَ بِالْكُوفَةِ، وَنَشَأَ بِبَغْدَادَ

<<  <  ج: ص:  >  >>