فِي الْمُحَرَّمِ مِنْهَا أُعِيدَ عَمْرُو بْنُ اللَّيْثِ إِلَى شُرْطَةِ بَغْدَادَ وَكُتِبَ اسْمُهُ عَلَى الْفُرُشِ وَالْمَقَاعِدِ والستور ثم أسقط اسمه عن ذلك وعزل وَوَلِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ طَاهِرٍ. وَفِيهَا وَلَّى الموفق لابن أبى الساج نيابة أذربيجان وفيها قصد هاون الشاري الخارجي مدينة الموصل فنزل شرقيها فحاصرها فخرج إليه أهلها فاستأمنوه فأمنهم ورجع عنهم. وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبَّاسِيُّ أَمِيرُ الْحَرَمَيْنِ وَالطَّائِفِ، وَلَمَّا رَجَعَ حُجَّاجُ الْيَمَنِ تزلوا في بعض الأماكن فجاءهم سيل لم يشعروا به فغرقهم كلهم لم يفلت منهم أحد ف إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ٢: ١٥٦. وَذَكَرَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي مُنْتَظَمِهِ وَابْنُ الْأَثِيرِ فِي كَامِلِهِ أَنَّ في هذه السنة انفرج تل بنهر الصلة فِي أَرْضِ الْبَصْرَةِ يُعْرَفُ بِتَلِّ بَنِيَ شَقِيقٍ عن سبعة أقبر في مثل الحوض، وفيها سبعة أبدان صحيحة أجسادهم وَأَكْفَانُهُمْ يَفُوحُ مِنْهُمْ رِيحُ الْمِسْكِ، أَحَدُهُمْ شَابٌّ وله جمة وعلى شفته بلل كأنه قد شرب ماء الآن، وَكَأَنَّ عَيْنَيْهِ مُكَحَّلَتَانِ وَبِهِ ضَرْبَةٌ فِي خَاصِرَتِهِ، وأراد أحدهم أَنْ يَأْخُذَ مِنْ شَعْرِهِ شَيْئًا فَإِذَا هُوَ قوى الشعر كأنه حي فتركوا على حالهم.