مِنْهُ تَمْرٌ وَحُمِلَ إِلَى الْبَصْرَةِ. وَعَزَلَ الْمُقْتَدِرُ وزيره الخاقانيّ بعد أن ولاه سنة وستة أشهر ويومين، وولى مكانه أبا القاسم أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الخطيب الْخَصِيبِيُّ، لِأَجْلِ مَالٍ بَذَلَهُ مِنْ جِهَةِ زَوْجَةِ للحسن بْنِ الْفُرَاتِ، وَكَانَ ذَلِكَ الْمَالُ سَبْعَمِائَةِ أَلْفِ دينار فأمر الخصيبى على بن عيسى على أن يكون مشرفا عَلَى دِيَارِ مِصْرَ وَبِلَادِ الشَّامِ، وَهُوَ مُقِيمٌ بمكة يسير إلى تلك البلاد في بعض الأوقات فيعمل ما ينبغي ثم يرجع إلى مكة.
فَسَمِعْتُ أبا عمر ويقول: كنت إِذَا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ عَلَى أَبِي وَالنَّاسُ عِنْدَهُ يَقُولُ لَهُمْ: هَذَا عَمِلْتُهُ فِي لَيْلَةٍ وَلِي مِنَ الْعُمُرِ ثَلَاثٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً.
ثُمَّ دَخَلَتْ سنة أربع عشرة وثلاثمائة
فيها كتب ملك الروم، وهو الدمشق لَعَنَهُ اللَّهُ، إِلَى أَهْلِ السَّوَاحِلِ أَنَّ يَحْمِلُوا إليه الخراج، فأبوا عليه فركب إليهم في جنوده فِي أَوَّلِ هَذِهِ السَّنَةِ، فَعَاثَ فِي الْأَرْضِ فسادا، ودخل ملطية فقتل من أهلها خلقا وَأَسَرَ وَأَقَامَ بِهَا سِتَّةَ عَشَرَ يَوْمًا، وَجَاءَ أَهْلُهَا إِلَى بَغْدَادَ يَسْتَنْجِدُونَ الْخَلِيفَةَ عَلَيْهِ. وَوَقَعَ في بغداد حريق في مكانين، مات فيهما خلق كثير، وأحرق في أحدهما أَلْفُ دَارٍ وَدُكَّانٍ، وَجَاءَتِ الْكُتُبُ بِمَوْتِ الدُّمُسْتُقِ ملك النصارى فقرئت الكتب على المنابر. وجاءت الكتب من مكة أنهم في غاية الانزعاج بسبب اقتراب القرامطة إليهم وقصدهم إِيَّاهُمْ، فَرَحَلُوا مِنْهَا إِلَى الطَّائِفِ وَتِلْكَ النَّوَاحِي. وفيها هبت ريح عظيمة بنصيبين اقتلعت أشجارا كثيرة وَهَدَمَتِ الْبُيُوتَ. قَالَ ابْنُ