للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تُوفِّيَ بِهَا فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَنْ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ سَنَةً قَالَهُ ابْنُ خِلِّكَانَ.

وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ إِلْيَاسَ صَاحِبُ بِلَادِ كَرْمَانَ وَمُعَامَلَاتِهَا، فَأَخَذَ عَضُدُ الدَّوْلَةِ بْنُ رُكْنِ الدَّوْلَةِ بِلَادَ كَرْمَانَ، مِنْ أَوْلَادِ مُحَمَّدِ بْنِ إِلْيَاسَ- وَهُمْ ثَلَاثَةٌ- الْيَسَعُ، وَإِلْيَاسُ، وَسُلَيْمَانُ، والملك الكبير وشمكير، كما قدمنا.

وفيها توفى من الملوك أيضا الحسن بن الفيرزان. فكانت هذه السنة محل موت الملوك مات فيها معز الدولة، وكافور، وسيف الدولة، قال ابن الأثير: وفيها هلك نقفور ملك الأرمن وبلاد الروم- يعنى الدمستق كما تقدم-.

[ثم دخلت سنة سبع وخمسين وثلاثمائة]

فِيهَا شَاعَ الْخَبَرُ بِبَغْدَادَ وَغَيْرِهَا مِنَ الْبِلَادِ أَنَّ رَجُلًا ظَهَرَ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَتَلَقَّبَ بِالْمَهْدِيِّ وَزَعَمَ أَنَّهُ الْمَوْعُودُ به، وَأَنَّهُ يَدْعُو إِلَى الْخَيْرِ وَيَنْهَى عَنِ الشَّرِّ، ودعا إليه ناس من الشيعة، وقالوا: هذا علوي من شيعتنا، وَكَانَ هَذَا الرَّجُلُ إِذْ ذَاكَ مُقِيمًا بِمِصْرَ عِنْدَ كَافُورٍ الْإِخْشِيدِيِّ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ وَكَانَ يُكْرِمُهُ، وَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ الْمُسْتَحْسِنِينَ لَهُ سُبُكْتِكِينُ الْحَاجِبُ، وَكَانَ شِيعِيًّا فَظَنَّهُ عَلَوِيًّا، وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يُقْدِمَ إِلَى بَغْدَادَ لِيَأْخُذَ لَهُ الْبِلَادَ، فترحل عن مصر قاصد العراق فتلقاه سبكتكين الحاجب إِلَى قَرِيبِ الْأَنْبَارِ، فَلَمَّا رَآهُ عَرَفَهُ وَإِذَا هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسْتَكْفِي باللَّه الْعَبَّاسِيُّ، فَلَمَّا تَحَقَّقَ أَنَّهُ عَبَّاسِيٌّ وَلَيْسَ بِعَلَوِيٍّ انْثَنَى رَأْيُهُ فيه، فتفرق شمله وتمزق أمره، وذهب أصحابه كل مذهب، وحمل إلى معز الدولة فأمنه وسلمه إلى الْمُطِيعُ للَّه فَجَدَعَ أَنْفَهُ وَاخْتَفَى أَمْرُهُ، فَلَمْ يَظْهَرْ لَهُ خَبَرٌ بِالْكُلِّيَّةِ بَعْدَ ذَلِكَ. وَفِيهَا وردت طائفة من الروم إِلَى بِلَادِ أَنْطَاكِيَةَ فَقَتَلُوا خَلْقًا مِنْ حَوَاضِرِهَا وَسَبَوُا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا مِنْ أَهْلِهَا وَرَجَعُوا إلى بلادهم، ولم يعرض لهم أحد. وفيها عملت الروافض في يوم عاشوراء منها المأتم على الحسين، وَفِي يَوْمِ غَدِيرِ خُمٍّ الْهَنَاءَ وَالسُّرُورَ. وَفِيهَا في تشرين عرض للناس داء الماشرى فمات به خلق كثير.

وَفِيهَا مَاتَ أَكْثَرُ جِمَالِ الْحَجِيجِ فِي الطَّرِيقِ مِنَ الْعَطَشِ، وَلَمْ يَصِلْ مِنْهُمْ إِلَى مَكَّةَ إلا القليل، بل مات أكثر من وصل منهم بعد الحج. وَفِيهَا اقْتَتَلَ أَبُو الْمَعَالِي شَرِيفُ بْنُ سَيْفِ الدَّوْلَةِ هُوَ وَخَالُهُ وَابْنُ عَمِّ أَبِيهِ أَبُو فراس في المعركة. قال ابن الأثير: ولقد صَدَقَ مَنْ قَالَ: إِنَّ الْمُلْكَ عَقِيمٌ.

وَفِيهَا توفى من الأعيان

أيضا إبراهيم المتقى للَّه، وكان قد ولى الخلافة ثم ألجئ أن خلع من سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة إلى هذه السنة، وألزم بَيْتَهُ فَمَاتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ وَدُفِنَ بِدَارِهِ عَنْ سِتِّينَ سَنَةً.

عُمَرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عبد الله

ابن أَبِي السَّرِيِّ: أَبُو جَعْفَرٍ الْبَصَرِيُّ الْحَافِظُ وُلِدَ سنة ثمانين ومائتين، حدث عن أبى الفضل ابن الحباب وغيره، وقد انتقد عليه مائة حديث وضعها. قال الدار قطنى فَنَظَرْتُ فِيهَا فَإِذَا الصَّوَابُ

<<  <  ج: ص:  >  >>