الحسن بن عبد الله بن سعيد أَحَدُ الْأَئِمَّةِ فِي اللُّغَةِ وَالْأَدَبِ وَالنَّحْوِ وَالنَّوَادِرِ، وَلَهُ فِي ذَلِكَ تَصَانِيفُ مُفِيدَةٌ، مِنْهَا التَّصْحِيفُ وغيره، وكان الصاحب بن عباد يوم الاجتماع به فسافر إلى عسكر خلفه حَتَّى اجْتَمَعَ بِهِ فَأَكْرَمَهُ وَرَاسَلَهُ بِالْأَشْعَارِ. تُوُفِّيَ فيها وله تسعون سنة. كذا ذكره ابْنُ خَلِّكَانَ. وَذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِيمَنْ تُوُفِّيَ في سنة سبع وثمانين كما سيأتي.
وفي يوم الخميس الثاني من ذي القعدة تَزَوَّجَ الْخَلِيفَةُ سُكَيْنَةَ بِنْتَ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ عَلَى صداق مائة ألف دينار وكان وكيل بهاء الدولة الشريف أبو أحمد الموسوي، ثم تُوُفِّيَتْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ قَبْلَ دُخُولِ الْخَلِيفَةِ بِهَا. وفيها ابْتَاعَ الْوَزِيرُ أَبُو نَصْرٍ سَابُورُ بْنُ أَزْدَشِيرَ دارا بالكرخ وجدد عمارتها، وَنَقَلَ إِلَيْهَا كُتُبًا كَثِيرَةً، وَوَقَّفَهَا عَلَى الْفُقَهَاءِ، وَسَمَّاهَا دَارَ الْعِلْمِ. وَأَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ أَوَّلُ مدرسة وقفت على الفقهاء، وكانت قبل النظامية بمدة طويلة. وفيها في أواخرها ارتفعت الأسعار وضاق الحال وجاع العيال.
وفيها توفى مِنَ الْأَعْيَانِ
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
الْحَسَنِ بن شاذان بن حرب بن مهران، أبو بَكْرٍ الْبَزَّارُ، سَمِعَ الْكَثِيرَ مِنَ الْبَغَوِيِّ وَابْنِ صاعد وابن أبى داود وابن دريد، وعنه الدار قطنى والبرقاني والأزهري وغيرهم، وكان ثَبْتًا صَحِيحَ السَّمَاعِ، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، مُتَحَرِّيًا وَرِعًا. تُوُفِّيَ عَنْ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.