للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْآخِرَةِ، فَقِيلَ لِي ذَاكَ يُدْعَى فِي الْجَنَّةِ الامام.

عَبَّادُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبَّادٍ

أَبُو الْحَسَنِ الطالقانيّ، والد الوزير إسماعيل بن عباد المتقدم ذكره، سَمِعَ أَبَا خَلِيفَةَ الْفَضْلَ بْنَ الْحُبَابِ وَغَيْرَهُ مِنَ الْبَغْدَادِيِّينَ وَالْأَصْفَهَانِيِّينَ وَالرَّازِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ، وَحَدَّثَ عَنْهُ ابنه الوزير أبو الفضل الْقَاسِمِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ، وَلِعَبَّادٍ هَذَا كِتَابٌ فِي أَحْكَامِ الْقُرْآنِ، وَقَدِ اتَّفَقَ مَوْتُهُ وَمَوْتُ ابْنِهِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ رَحِمَهُمَا اللَّهُ.

عُقَيْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدَ

أَبُو الْحَسَنِ الْأَحْنَفُ الْعُكْبَرِيُّ الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ، لَهُ دِيوَانٌ مفرد، ومن مستجاد شعره ما ذكره ابن الجوزي في منتظمه قَوْلُهُ:

أَقْضَى عَلَيَّ مِنَ الْأَجَلْ ... عَذْلُ الْعَذُولِ إذا عذل

وأشد من عذل العذول ... صُدُودُ إِلْفٍ قَدْ وَصَلْ

وَأَشَدُّ مِنْ هَذَا وذا ... طلب النوال من السفل

وقوله

من أراد العز والراحة ... من هم طويل

فليكن فردا في الناس ... ويرضى بالقليل

ويرى أن سيرى ... كافيا عما قليل

ويرى بالحزم أن الحزم ... في ترك الفضول

ويداوي مرض الوحدة ... بِالصَّبْرِ الْجَمِيلِ

لَا يُمَارِي أَحَدًا مَا ... عَاشَ في قال وقيل

يلزم الصمت فان الصمت ... تهذيب العقول

يذر الكبر لأهل الكبر ... ويرضى بالخمول

أي عيش لامرئ ... يصبح فِي حَالٍ ذَلِيلِ

بَيْنَ قَصْدٍ مِنْ عَدُوٍّ ... ومداراة جهول

واعتلال من صديق ... وتجنى من ملول

واحتراس من ظنون السوء ... مع عذل العذول

ومقاسات بغيض ... ومداناة ثقيل

أف من معرفة الناس ... على كل سبيل

وتمام الأمر لا يعرف ... سمحا من بخيل

فإذا أكمل هذا كان ... في ظل ظليل

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُكَّرَةَ

أَبُو الحسين الهاشمي، من ولد على بن المهدي، كان شاعرا خَلِيعًا ظَرِيفًا، وَكَانَ يَنُوبُ فِي نِقَابَةِ الْهَاشِمِيِّينَ. فَتَرَافَعَ إِلَيْهِ رَجُلٌ اسْمُهُ عَلَيٌّ وَامْرَأَةٌ اسْمُهَا عَائِشَةُ يَتَحَاكَمَانِ فِي جَمَلٍ فَقَالَ هَذِهِ قَضِيَّةٌ لَا أَحْكُمُ فِيهَا بِشَيْءٍ لِئَلَّا يَعُودَ الْحَالُ خُدْعَةً. وَمِنْ مُسْتَجَادِ شِعْرِهِ وَلَطِيفِ قَوْلِهِ:

فِي وَجْهِ إَنْسَانَةٍ كَلِفْتُ بِهَا ... أَرْبَعَةٌ مَا اجْتَمَعْنَ فِي أَحَدِ

الْوَجْهُ بَدْرٌ، وَالصُّدْغُ غَالِيَةٌ ... وَالرِّيقُ خمر، والثغر من برد

وله في قوله وقد دخل حماما فسرق نعليه فَعَادَ إِلَى مَنْزِلِهِ حَافِيًا فَقَالَ:

إِلَيْكَ أَذُمُّ حَمَّامَ ابْنِ مُوسَى ... وَإِنْ فَاقَ الْمُنَى طِيبًا وحرا

<<  <  ج: ص:  >  >>