الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى، الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ الْبَنْدَنِيجِيُّ، أحد أئمة الشافعية، من تلاميذ أبى حامد أيضا، ولم يكن في أصحابه مثله، تفقه ودرس وَأَفْتَى وَحَكَمَ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ دَيِّنًا وَرِعًا. تُوُفِّيَ في جمادى الآخرة منها أيضا.
[عبد الوهاب بن عبد العزيز]
الحارث بن أسد، أبو الصباح التَّمِيمِيُّ، الْفَقِيهُ الْحَنْبَلِيُّ الْوَاعِظُ، سَمِعَ مِنْ أَبِيهِ أَثَرًا مُسَلْسَلًا عَنْ عَلِيٍّ «الْحَنَّانُ: الَّذِي يُقْبِلُ عَلَى مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ، وَالْمَنَّانُ الَّذِي يَبْدَأُ بِالنَّوَالِ قَبْلَ السُّؤَالِ» تُوُفِّيَ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ.
في محرمها كثر تردد الأعراب في قطع الطرقات إِلَى حَوَاشِي بَغْدَادَ وَمَا حَوْلَهَا، بِحَيْثُ كَانُوا يسلبون النساء ما عليهنّ، وَمَنْ أَسَرُوهُ أَخَذُوا مَا مَعَهُ وَطَالَبُوهُ بِفِدَاءِ نفسه، واستفحل أمر العيارين وكثرت شرورهم، وَفِي مُسْتَهَلِّ صَفَرٍ زَادَتْ دِجْلَةُ بِحَيْثُ ارْتَفَعَ الْمَاءُ عَلَى الضَّيَاعِ ذِرَاعَيْنِ، وَسَقَطَ مِنَ الْبَصْرَةِ في مدة ثلاثة نَحْوٌ مَنْ أَلْفَيْ دَارٍ. وَفِي شَعْبَانَ مِنْهَا ورد كتاب من مسعود بن محمود بِأَنَّهُ قَدْ فَتَحَ فَتْحًا عَظِيمًا فِي الْهِنْدِ، وَقَتَلَ مِنْهُمْ خَمْسِينَ أَلْفًا وَأَسَرَ تِسْعِينَ أَلْفًا، وغنم شيئا كثيرا، وَوَقَعَتْ فِتْنَةٌ بَيْنَ أَهْلِ بَغْدَادَ وَالْعَيَّارِينَ، وَوَقَعَ حريق في أماكن من بغداد، وَاتَّسَعَ الْخَرْقُ عَلَى الرَّاقِعِ، وَلَمْ يَحُجَّ أَحَدٌ من هؤلاء ولا من أهل خرسان.