للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِسْمَاعِيلَ وَالنَّاصِرَ دَاوُدَ، وَكَانَ دَيِّنًا فَاضِلًا شَاعِرًا لَهُ قَصِيدَةٌ يَنْصَحُ فِيهَا السُّلْطَانَ الصَّالِحَ إِسْمَاعِيلَ وَمَا يَلْقَاهُ النَّاسُ مِنْ وَزِيرِهِ وَقَاضِيهِ وَغَيْرِهِمَا، من حواشيه.

وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ.

عَبْدُ الْعَزِيزِ بن على

ابن عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمَغْرِبِيِّ، أَبُوهُ وُلِدَ بِبَغْدَادَ، وَسَمِعَ بِهَا الْحَدِيثَ، وَعُنِيَ بِطَلَبِ الْعِلْمِ وَصَنَّفَ كِتَابًا فِي مُجَلَّدَاتٍ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ فِي الْحَدِيثِ، وَحَرَّرَ فِيهِ حِكَايَةَ مَذْهَبِ الْإِمَامِ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.

الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ غَانِمِ بْنِ كَرِيمٍ

الْأَصْبَهَانِيُّ، قَدِمَ بَغْدَادَ وَكَانَ شَابًّا فَاضِلًا، فَتَتَلْمَذَ لِلشَّيْخِ شِهَابِ الدِّينِ السهروردي، وكان حسن الطريقة، له يد في التفسير، وله تفسير على طريقة التَّصَوُّفِ، وَفِيهِ لَطَافَةٌ، وَمِنْ كَلَامِهِ فِي الْوَعْظِ: الْعَالَمُ كَالذَّرَّةِ فِي فَضَاءِ عَظْمَتِهِ، وَالذَّرَّةُ كَالْعَالَمِ فِي كِتَابِ حِكْمَتِهِ، الْأُصُولُ فَرُوعٌ إِذَا تَجَلَّى جَمَالُ أَوَّلِيَّتِهِ، وَالْفُرُوعُ أُصُولٌ إِذَا طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِ نَفْيِ الْوَسَائِطِ شَمْسُ آخِرِيَّتِهِ، أَسْتَارُ اللَّيْلِ مَسْدُولَةٌ، وَشُمُوعُ الْكَوَاكِبِ مَشْعُولَةٌ، وَأَعْيُنُ الرُّقَبَاءِ عَنِ الْمُشْتَاقِينَ مَشْغُولَةٌ، وَحِجَابُ الْحُجُبِ عَنْ أَبْوَابِ الْوَصْلِ معزولة ما هذه الوقعة وَالْحَبِيبُ قَدْ فَتَحَ الْبَابَ؟ مَا هَذِهِ الْفَتْرَةُ والمولى قد خرق حَاجِبَ الْحُجَّابِ؟

وُقُوفِي بِأَكْنَافِ الْعَقِيقِ عُقُوقُ ... إِذَا لم أرد والدمع فيه عقيق

وإذ لَمْ أَمُتْ شَوْقًا إِلَى سَاكِنِ الْحِمَى ... فَمَا أَنَا فِيمَا أَدَّعِيهِ صَدُوقُ

أَيَا رَبْعَ لَيْلَى مَا الْمُحِبُّونَ فِي الْهَوَى ... سَوَاءً، وَلَا كُلُّ الشراب رحيق

ولا كل من تلقاه يَلْقَاكَ قَلْبُهُ ... وَلَا كُلُّ مَنْ يَحْنُو إِلَيْكَ مَشُوقُ

تَكَاثَرَتِ الدَّعْوَى عَلَى الْحُبِّ فَاسْتَوَى ... أَسِيرُ صَبَابَاتِ الْهَوَى وَطَلِيقُ

أَيُّهَا الْآمَنُونَ، هَلْ فِيكُمْ مَنْ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ؟ أَيُّهَا الْمَحْبُوسُونَ فِي مطامير مسمياتهم، هل فيكم سليم في الفهم يفهم رُمُوزِ الْوُحُوشِ وَالْأَطْيَارِ؟ هَلْ فِيكُمُ مُوسَوِيُّ الشَّوْقِ يَقُولُ بِلِسَانِ شَوْقِهِ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ، فَقَدْ طال الانتظار؟ ولما استسقى الناس قال بَعْدَ الِاسْتِسْقَاءِ: لَمَّا صَعِدَتْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نَفْسُ الْمُشْتَاقِ بَكَتْ آمَاقُ الْآفَاقِ، وَجَادَتْ بالدر مرضعة السحاب، وامتص لَبَنَ الرَّحْمَةِ رَضِيعُ التُّرَابِ وَخَرَجَ مِنْ أَخْلَافِ الْغَمَامِ نِطَافُ الْمَاءِ النَّمِيرِ، فَاهْتَزَّتْ بِهِ الْهَامِدَةُ، وقرت عيون المدر، وَتَزَيَّنَتِ الرِّيَاضُ بِالسُّنْدُسِ الْأَخْضَرِ، فَحَبَّرَ الصِّبْغُ حِبْرَهَا أَحْسَنَ تَحْبِيرِ، وَانْفَلَقَ بِأَنْمُلَةِ الصِّبَا أَكْمَامُ الْأَنْوَارِ، وَانْشَقَّتْ بِنَفَحَاتِ أَنْفَاسِهِ جُيُوبُ الْأَزْهَارِ، وَنَطَقَتْ أَجْزَاءُ الْكَائِنَاتِ بِلُغَاتِ صِفَاتِهَا، وَعَادَاتِ عِبَرِهَا: أَيُّهَا النَّائِمُونَ تيقظوا، أيها المبعدون تعرضوا فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ الله كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٣٠: ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>