ثَلَاثَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّا للَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. انْتَهَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
مَقْتَلُ يَلْبُغَا الْأَمِيرِ الْكَبِيرِ
جَاءَ الْخَبَرُ بِقَتْلِهِ إِلَيْنَا بِدِمَشْقَ فِي لَيْلَةِ الِاثْنَيْنِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنْ رَبِيعٍ الْآخِرِ مَعَ أَسِيرَيْنِ جَاءَا عَلَى الْبَرِيدِ مِنَ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ، فَأَخْبَرَا بِمَقْتَلِهِ فِي يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ ثَانِيَ عَشَرَ هَذَا الشَّهْرِ: تَمَالَأَ عَلَيْهِ مَمَالِيكُهُ حَتَّى قَتَلُوهُ يَوْمَئِذٍ، وَتَغَيَّرَتِ الدَّوْلَةُ وَمُسِكَ مِنْ أُمَرَاءِ الألوف والطبلخانات جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ، وَاخْتَبَطَتِ الْأُمُورُ جِدًّا، وَجَرَتْ أَحْوَالٌ صَعْبَةٌ، وَقَامَ بِأَعْبَاءِ الْقَضِيَّةِ الْأَمِيرُ سَيْفُ الدِّينِ طيتمر النِّظَامِيُّ وَقَوِيَ جَانِبُ السُّلْطَانِ وَرَشَدَ، وَفَرِحَ أَكْثَرُ الْأُمَرَاءِ بِمِصْرَ بِمَا وَقَعَ، وَقَدِمَ نَائِبُ السَّلْطَنَةِ إِلَى دِمَشْقَ مِنْ بَيْرُوتَ فَأَمَرَ بِدَقِّ الْبَشَائِرِ، وزينت الْبَلَدِ فَفُعِلَ ذَلِكَ، وَأُطْلِقَتِ الْفِرَنْجُ الَّذِينَ كَانُوا بِالْقَلْعَةِ الْمَنْصُورَةِ فَلَمْ يَهُنْ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ وهذا آخر ما كتب من التاريخ في البداية والنهاية والحمد للَّه وحده وصلى الله على الحمد للَّه الّذي خلق السمو نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://www.patreon.com/shamela4