للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَرْحٌ:

بفتح أوّله، وسكون ثانيه، وآخره حاء مهملة، والسرح: المال يسام في المرعى من الأنعام، والسرح: شجر له حمل وهو الألاء، الواحدة سرحة، قال الأزهري: هذا غلط ليس السرح من الألاء في شيء، قال عنترة العبسي:

بطل كأنّ ثيابه في سرحة، ... يحذى نعال السّبت ليس بتوأم

فقد بيّن أن السرح من كبار الشجر، ألا ترى أنّه شبه الرجل بطوله والألاء لا ساق له؟ قال: والسرح كلّ شجرة لا شوك فيها، وقال عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه: إن بمكان كذا سرحة سرّ تحتها سبعون نبيّا، فهذا أيضا يدل على أن السرح شجر كبار. وذو السرح: واد بين مكّة والمدينة قرب ملل، قال الفضل بن عبّاس بن عتبة بن أبي لهب:

تأمّل خليلي هل ترى من ظعائن ... بذي السرح أو وادي غران المصوّب

جزعن غرانا بعد ما متع الضّحى ... على كلّ موّار الملاط مدرّب

وواد بأرض نجد وموضع بالشام عند بصرى.

سَرْحَةُ:

بلفظ واحدة السرح المذكور قبله: مخلاف باليمن، وهو أحد مراسي البحر هناك، وهو موضع بعينه ذكره لبيد:

لمن طلل تضمّنه أثال ... فسرحة فالمرانة فالخيال؟

فأمّا الذي في قول حميد بن ثور حيث قال:

أقول لعبد الله بيني وبينه: ... لك الخير خبّرني فأنت صديق

تراني إن علّلت نفسي بسرحة ... من السرح موجود عليّ طريق

أبى الله إلّا أنّ سرحة مالك ... على كلّ سرحات العضاه تروق

فقد ذهبت عرضا وما فوق طولها ... من السّرح إلّا عشّة وسحوق

فلا الظلّ من برد الضّحى تستظلّه، ... ولا الفيء من برد العشيّ تذوق

فإنّما هو كناية عن امرأة لأن عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، أنذر الشعراء وقال: والله لا شبّب رجل بامرأة إلّا جلدته. والسرحة: باليمامة موضع بعينه، عن الحفصي، وأنشد:

أيا سرحة الركبان ظلّك بارد، ... وماؤك عذب لا يحلّ لشاربه

ليس في البيت دليل على أنّه موضع ولكن كذا قال.

سَرْخ آباذ:

من قرى الرّيّ معروفة، والله أعلم.

سَرْخَس:

بفتح أوّله، وسكون ثانيه، وفتح الخاء المعجمة، وآخره سين مهملة، ويقال سرخس، بالتحريك، والأوّل أكثر: مدينة قديمة من نواحي خراسان كبيرة واسعة وهي بين نيسابور ومرو في وسط الطريق، بينها وبين كل واحدة منهما ستّ مراحل، قيل: سميت باسم رجل من الذّعار في زمن كيكاوس سكن هذا الموضع وعمّره ثمّ تمّم عمارته وأحكم مدينته ذو القرنين الإسكندر، وقالت الفرس:

إن كيكاوس أقطع سرخس بن خوذرز أرضا فبنى بها مدينة فسمّاها باسمه، وهي سرخس هذه، وهي في الإقليم الرابع، طولها ثلاث وثلاثون درجة وثلث، وعرضها سبع وثلاثون درجة، وهي مدينة معطشة ليس لها في الصيف إلّا ماء الآبار العذبة وليس بها نهر جار إلّا نهر يجري في بعض السنة ولا يدوم ماؤه وهو فضل مياه هراة، وزروعهم مباخس، وهي مدينة

<<  <  ج: ص:  >  >>