للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن لم يكن إلّا النّوى ومشيبنا، ... فمن أيّ شيء بعد نستعتب الدهرا؟

وأنشدني بعض أهل بلنسية لأبي الحسن بن حريق المرسي:

بلنسية نهاية كل حسن، ... حديث صحّ في شرق وغرب

فإن قالوا: محلّ غلاء سعر، ... ومسقط دمنتي طعن وضرب

فقل: هي جنّة حفّت رباها ... بمكروهين من جوع وحرب

وأنشد لابن حريق:

بلنسية بيني عن القلب سلوة، ... فإنك زهر، لا أحنّ لزهرك

وكيف يحبّ المرء دارا تقسّمت ... على ضاربي جوع وفتنة مشرك؟

وأنشدني لأبي العباس أحمد بن الزقاق يذكر أن البساتين محفوفة بها:

كأنّ بلنسية كاعب، ... وملبسها السّندس الأخضر

إذا جئتها سترت وجهها ... بأكمامها، فهي لا تظهر

وأنشدني لابن الزقاق:

بلنسية جنة عاليه، ... ظلال القطوف بها دانية

عيون الرحيق مع السلسبي ... ل، وعين الحياة بها جاريه

وأنشدني غيره لخلف بن فرج اللّبيري يعرف بابن السمسير:

بلنسية بلدة جنّة، ... وفيها عيوب متى تختبر

فخارجها زهر كلّه، ... وداخلها برك من قذر

وذلك لأن كنفهم ظاهرة على وجه الأرض لا يحفرون له تحت التراب، وهو عندهم عزيز لأجل البساتين، وينسب إليها جماعة وافرة من أهل العلم بكل فن، منهم: سعد الخير بن محمد بن سهل بن سعد أبو الحسن الأنصاري البلنسي، فقيه صالح ومحدث مكثر، سافر الكثير وركب البحر حتى وصل إلى الصين وانتسب لذلك صينيّا، وعاد إلى بغداد وأقام بها وسمع فيها أبا الخطاب بن البطر وطرّاد بن محمد الزينبي وغيرهما، ومات ببغداد في محرم سنة ٥٤١.

بَلَّنوبَةُ:

بتشديد اللام وفتحه، وضم النون، وسكون الواو، وباء موحدة: بليدة بجزيرة صقلية، ينسب إليها أبو الحسن عليّ بن عبد الرحمن وأخوه عبد العزيز الصقلي البلّنوبي القائل:

بحقّ المحبّة لا تجفني، ... فإني إليك مشوق مشوق

ولا تنس حقّ الوداد القديم، ... فذلك عهد وثيق وثيق

وكن ما حييت شفيقا عليّ، ... فإني عليك شفيق شفيق

ولا تتّهمني فيما أقول، ... فو الله إني صدوق صدوق!

بَلُوصُ:

بضم اللام، وسكون الواو، وصاد مهملة:

جيل كالأكراد، ولهم بلاد واسعة بين فارس وكرمان

<<  <  ج: ص:  >  >>