للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البصريّ حدّثنا أبو العبّاس الأسديّ أخبرنا بعض أصحابنا قال: لقيت جعيفران فقلت له: تجيز لي بيت شعر؟ قال نعم، بدرهم صحيح، قلت له نعم. قال هات، فأعطيته الدرهم وأنشدته:

وما الحب إلا لوعة قذفت بها … عيون المها باللحظ بين الجوانح

ففكر ساعة، ثم قال:

ونار الهوى تطفي عن القلب فعلها … كفعل الذي جادت به كف قادح

وأنشدنا إسماعيل الحيري قال أنشدنا الحسن بن محمّد بن حبيب لجعيفران:

بين السماح وعون … فرق كبير وبون

للجود حاتم طي … وحاتم البخل عون

له مطابخ بيض … والعرض أسود جون (١)

٣٦١٢ - جعفر أمير المؤمنين المتوكل على الله بن محمّد المعتصم بالله هارون الرّشيد بن محمّد المهديّ بن عبد الله المنصور بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب، يكنى أبا الفضل (٢):

بويع له بالخلافة بعد الواثق، وكان مولده بفم الصلح، ومنزله بسر من رأى.

أخبرني الحسين بن علي الصيمري حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى حدّثنا أبو عبد الله الحكيمي حدّثني ميمون بن هارون عن جماعة سماهم أن الواثق لما مات اجتمع وصيف التركي، وأحمد بن أبي دؤاد، ومحمّد بن عبد الملك، وأحمد بن خالد المعروف بأبي الوزير، وعمر بن فرج، فعزم أكثرهم على تولية محمّد بن الواثق، فأحضر، وهو غلام أمرد قصير، فقال أحمد بن أبي دؤاد: أما تتقون الله، كيف تولون مثل هذا الخلافة؟! فأرسلوا بغا الشرابي إلى جعفر بن المعتصم فأحضروه، فقام ابن أبي دؤاد فألبسه الطويلة ودراعة، وعممه بيده على الطويلة. وقبل بين عينيه، وقال:

السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثم غسل الواثق وصلى عليه المتوكل، ودفن.

قال ميمون فحدّثني سعيد الصغير قال: كان المتوكل قد رأى في النوم كأن سكرا


(١) ٣٦١١ - آخر الجزء التاسع والأربعين من تجزئة المصنف رحمه الله تعالى.
(٢) ٣٦١٢ - انظر: المنتظم، لابن الجوزي ١١/ ٣٥٥ - ٣٦٠. وتاريخ الخميس ٢/ ٣٣٧. والنبراس ٨٠ - ٨٥. وثمار القلوب ١٤٩. وتاريخ اليعقوبي ٣/ ٢٠٨. والكامل لابن الأثير ٧/ ١١، ٢٩. وتاريخ الطبري ١١/ ٢٦، ٦٢. ومروج الذهب ٢/ ٢٨٨. والأعلام ٢/ ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>