للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويلبس المرقعة، ويظهر عزوف النفس عن طلب الدّنيا. فافتتن الناس به لما رأوا من حسن طريقته، وكان يحضر مجلس وعظه خلق لا يحصون. وعمّر مسجدا كان خرابا بالشونيزية فسكنه وسكن فيه معه جماعة من الفقراء، وكان يعلو سطح المسجد في جوف الليل ويذكر الناس. ثم إنه قبل ما كان يوصل به بعد امتناع شديد كان يظهره من قبل، وحصل له ببغداد مال كثير. ونزع المرقعة ولبس الثياب الناعمة الفاخرة.

وجرت له أقاصيص وصار له تبع وأصحاب. ثم أظهر أنه يريد الغزو فحشد الناس إليه وصار معه من أتباعه عسكر كبير ونزل يظاهر البلد من أعلاه. وكان يضرب له بالطبل في أوقات الصلوات، ورحل إلى الموصل ثم رجع جماعة من أتباعه. وبلغني أنه صار إلى نواحي أذربيجان واجتمع له أيضا جمع وضاهى أمير تلك الناحية، وقد كان حدّث ببغداد عن على بن محمّد بن عمر القصار الرازي، ومحمّد بن عمر بن خزر الهمداني، وإسماعيل بن محمّد بن أحمد بن حاجب الكشانى، وأحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، وغيرهم. وكتبت عنه أحاديث يسيرة وذلك في سنة عشر وأربعمائة. وحدّثني عنه بعض أصحابنا بشيء يدل على ضعفه في الحديث.

أنشدنى أبو عبد الله الشيرازي لبعضهم:

إذا ما أطعت النفس في كل لذّة … نسبت إلى غير الحجا والتكرّم

إذا ما أجبت النفس في كل دعوة … دعتك إلى الأمر القبيح المحرّم

حدّثني المعمر بن أحمد الصّوفيّ: أن عبد الله الشيرازي مات بنواحي أذربيجان في سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.

٢٩٦ - محمّد بن أحمد بن المهديّ، أبو عمارة (١):

حدّث عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمّد بن سليمان لوين، وعيسى بن سليمان العسقلاني، وعبدوس بن مالك العطّار، وعليّ بن الموفق، ومحمّدبن المثنّى السّمسار.

وفي حديثه مناكير وغرائب. روى عنه أبو عمرو بن السّمّاك، وأبو سهل بن زياد القطّان، ودعلج بن أحمد، وأبو بكر الشافعي.

أخبرنا أبو القاسم طلحة بن على بن الصقر الكتاني قال نبأنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال نبأنا محمّد بن أحمد بن المهدي أبو عمارة قال نبأنا أبو نافع


(١) ٢٩٦ - انظر: المنتظم، لابن الجوزي ٣/ ٤٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>