للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٢١٧ عبد الله بن المعتز بالله أمير المؤمنين واسمه: محمّد بن جعفر المتوكل علي الله بن أبي إسحاق المعتصم بالله، يكنى أبا العبّاس (١):

كان متقدما في الأدب، غزير العلم، بارع الفضل، حسن الشعر، وسمع المبرد وثعلبا وأبا علي العنزي. روى عنه آدابه أحمد بن سعيد الدّمشقيّ وكان مؤدبه، وروى عنه شعره محمّد بن يحيى الصولي، وغيره.

قرأت في كتاب عبيد الله بن العبّاس بن الفرات الذي سمعه من العبّاس بن العبّاس ابن المغيرة قال: أخبرني عبد الله بن المعتز أنه ولد لسبع بقين من شعبان سنة سبع وأربعين- يعني ومائتين-.

أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطبري، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي، حدّثني أبو العبّاس عبد الله بن المعتز قال:

كان أبو العبّاس محمّد بن يزيد النّحويّ المبرد يجيئني كثيرا إذا خرج من عند إسماعيل القاضي لقرب داره من داري، وكنت لقيت أبا العبّاس أحمد بن يحيى في المسجد الجامع وكان يتشوقني ويعتذر من تأخره عني، وكنت قد امتنعت من الركوب إلى المسجد وغيره فكتبت إليه:

ما وجد صاد في الحبال موثق … بماء مزن بارد مصفق

جادت به أخلاف دجن مطبق … لصخرة إن تر شمسا تبرق

فهو عليها كالزجاج الأزرق … صريح غيث خالص لم يمذق

إلا كوجدي بك لكن أتقي … يا فاتحا لكل علم مغلق

وصيرفيا ناقدا للمنطق … إن قال هذا بهرج لم ينفق

إنا على البعاد والتفرق … لنلتقي بالذكر إن لم نلتق

فكتب إلىّ يشكر ويقول: إنه ليس ممن يعمل الشعر فيجيب. ويشبه أول أبياتي بقول جميل:

فما صاديات حمن يوما وليلة … على الماء يغشين العصي حوان

لوائب لم يصددن عنه بوجهه … ولا هن من برد الحياض دوان

يرين حباب الماء والموت دونه … فهن لأصوات السقاة روان

بأبعد مني غل صدر ولوعة … عليك ولكن العدو عداني


(١) ٥٢١٧ انظر: المنتظم، لابن الجوزي ١٣/ ٨٤. والأغاني ١٠/ ٣٧٤. ومعاهد التنصيص ٢/ ٣٨. ووفيات

<<  <  ج: ص:  >  >>