للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

منه في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. كان من أهل الأدب، عالما بالنحو واللغة، وله كتاب صنّفه وسمّاه كتاب «البهجة»، على مثال الكتاب «الكامل» للمبرد.

٥٧٦ - محمّد بن جعفر بن أحمد بن جعفر بن الحسن بن وهب، أبو بكر الحريريّ المعدل، يعرف بزوج الحرّة (١):

سمع محمّد بن جرير الطّبريّ، وعبد الله بن محمّد البغويّ، والحسن بن محمي المخرّميّ، وأبا بكر بن أبي داود، والعبّاس بن يوسف الشكلي. حدّثنا عنه أبو الحسن ابن رزقويه، وأبو بكر البرقانيّ، والحسن وعبد الله ابنا أبي بكر بن شاذان.

وسألت البرقانيّ عنه فقال: بغدادي جليل، أحد العدول الثقات.

أخبرنا عليّ بن المحسن القاضي قال حدّثني أبي قال حدّثني الأمير أبو الفضل جعفر بن المكتفي بالله قال كانت بنت بدر مولى المعتضد بالله زوج أمير المؤمنين المقتدر بالله، فأقامت عنده سنين وكان لها مكرما، وعليها مفضلا الإفضال العظيم فتأثلت حالها، وانضاف ذلك إلى عظيم نعمتها الموروثة، وقتل المقتدر فأفلتت من النكبة، وسلم لها جميع أموالها وذخائرها حتى لم يذهب لها شيء، وخرجت عن الدار، فكان يدخل إلى مطبخها حدث يحمل فيه على رأسه، يعرف بمحمّد بن جعفر ابن أبي عسرون، كان حركا فنفق على القهارمة بخدمته، فنقلوه إلى أن صار وكيل المطبخ، وبلغها خبره ورأته فاستكاسته فردت إليه الوكالة في غير المطبخ، وتراقى أمره حتى صار ينظر في ضياعها وعقارها، وغلب عليها وصارت تكلمه من وراء ستر، وخلف باب أو ستارة، وزاد اختصاصه بها حتى علق بقلبها، فاستدعيته إلى تزويجها فلم يجسر على ذلك، فجسرته، وبذلت له مالا حتى تم لها ذلك، وقد كانت حاله تأثلت بها، وأعطته لما أرادت ذلك منه أموالا جعلها لنفسه نعمة ظاهرة لئلا يمنعها أولياؤها منه بالفقر وأنه ليس بكفء، ثم هادت القضاة بهدايا جليلة حتى زوجوها منه، واعترض الأولياء فغالبتهم بالحكم والدراهم فتم له ذلك ولها، فأقام معها سنين ثم ماتت، فحصل له من مالها نحو ثلاثمائة ألف دينار ظاهرة وباطنة، فهو يتقلب إلى الآن فيها. قال أبي: وقد رأيت أنا هذا الرجل وهو شيخ عاقل شاهد مقبول، توصل بالمال إلى أن قبله أبو السائب القاضي، حتى أقر في يده وقوف الحرة ووصيتها، لأنها وصّت الحرّة لأجل تزويج المقتدر بها. وكذا إعادة الخلفاء لغلبة المماليك عليهم إذا كانت لهم زوجة قيل الحرة.


(١) ٥٧٦ - انظر: المنتظم، لابن الجوزي ١٤/ ٢٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>