للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٠٥ - محمّد بن الحسين بن عليّ بن الحسن بن يحيى بن حسّان بن الوضّاح ابن حسّان، أبو عبد الله الأنباريّ، يعرف بالوضّاحي الشّاعر (١):

انتقل إلى خراسان فنزلها وسكن نيسابور، وكان يذكر أنه سمع الحديث من القاضي أبي عبد الله المحامليّ، ومحمّد بن مخلد الدوري، وأبي روق الهزّاني، وأقرانهم. ولم يسمع منه الحديث لكن يروي عنه أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ النيسابوري شيئا من شعره. وقال: كان من أشعر من ذكر في وقته.

أخبرني القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطيّ قال أنبأنا محمّد بن عبد الله أبو عبد الله الحافظ النيسابوري قال أنشدنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين الوضاحي قصيدته التي يعارض بها قصيدة امرئ القيس ويذكر فيها قبيلته وعشيرته:

كشفت لمن أهوى قناع التجمل … وعاصيت فيما ساءني قول عذّلي

ومن جاهر اللذات أدرك سؤله … وأصبح من عذل العذول بمعزل

وهذه قصيدة طويلة يقول في آخرها في ذكر وطنه وأهله:

سقى الله باب الكرخ ربعا ومنزلا … ومن حلّه صوب السحاب المجلجل

ولا زالت الأنواء تهمي بوبلها … على منزل من ربعه بعد منزل

فروّت ربا الوضّاح صوب عهادها … وسحّت عزاليها ببركة زلزل

وشيمت بباب الشام منها لوامع … لها أرج يجري بريّا القرنفل

ديار بها يجنى السرور جناية … وترتشف اللّذات في كل منهل

وكائن بباب الكرخ من ذات وقفة … قتول بعطفيها وحوراء عيطل

ومن مقلة عبرى لفقد أنيسها … ومن كبد حرّي وقلب معذّل

فلو أن باكي دمنة الدار باللّوى … وجارتها أمّ الرباب بمأسل

رأى عرصات الكرخ أو حلّ أرضها … لأمسك عن ذكر الدّخول فحومل

قال أبو عبد الله: توفي أبو عبد الله الوضاحي بنيسابور. في شهر رمضان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.


(١) ٧٠٥ - انظر المنتظم، لابن الجوزي ١٤/ ١٧٧. والكامل لابن الأثير ٨/ ١٨٩. والوافي بالوفيات ٣/ ٥ ..
ويتيمة الدهر ٤/ ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>