للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سفهاء وفي أيديهم الحديد القاطع. ثم أمر أن يبنى لأهل الأسواق مسجد يجتمعون فيه يوم الجمعة لا يدخلون المدينة ويفرد لهم ذلك، وقلد ذلك رجلا يقال له الوضاح بن شبا فبنى القصر الذي يقال له: قصر الوضاح والمسجد فيه، وسميت الشرقية لأنها شرقي الصراة، ولم يضع المنصور على الأسواق غلّة حتى مات. فلما استخلف المهديّ أشار عليه أبو عبيد الله بذلك، فأمر فوضع على الحوانيت الخراج وولى ذلك سعيد الخرسي سنة سبع وستين ومائة (١).

أخبرنا محمّد بن على وأحمد بن على. قالا: أنبأنا محمّد بن جعفر النّحويّ قال نبأنا الحسن بن محمّد السكوني قال قال محمّد بن خلف: كانت سوق دار البطيخ قبل أن تنقل إلى الكرخ في درب يعرف بدرب الأساكفة، ودرب يعرف بدرب الزيت، ودرب يعرف بدرب العاج، فنقلت السوق إلى داخل الكرخ في أيام المهديّ، ودخل أكثر الدروب في الدور التي اشتراها أحمد بن محمّد الطائي، وكانت القطائع التي من جانب الصراة مما يلي باب المحوّل لعقبة بن جعفر بن محمّد بن الأشعث من ولد أهبان بن صيفي مكلم الذئب إقطاعا من المنصور، ثم خرج عقبة على المأمون فنهبت داره، ثم أقطعها المأمون ولد عيسى بن جعفر. وكانت الدور التي بين الخندق مما يلي باب البصرة وشط الصراة وإزاء دور الصحابة للأشاعثة، وهي دور آل حمّاد ابن زيد اليوم. وكانت دار جعفر بن محمّد بن الأشعث الكندي مما يلي باب المحول ثم صارت للعبّاس ابنه.

حدّثني الحسن بن أبي طالب قال نا أبو عمر محمّد بن العبّاس الخزّاز قال نا أبو عبيد الناقد قال نا محمّد بن غالب قال سمعت عبد الرّحمن بن يونس أبا مسلم يذكر عن الواقدي. قال: الكرخ مفيض السفل.

قال الشيخ أبو بكر: إنما عنى الواقدي بقوله هذا مواضع من الكرخ مخصوصة يسكنها الرافضة دون غيرهم، ولم يرد سائر نواحي الكرخ، والله أعلم.

أنشدنا الحسن بن بكر بن شاذان قال أنشدنا أبي قال أنشدنا أبو عبد الله إبراهيم ابن محمّد بن عرفة نفطويه لنفسه:

سقى أربع الكرخ الغوادي بديمة … وكلّ ملثّ دائم الهطل مسبل

منازل فيها كل حسن وبهجة … وتلك لها فضل على كل منزل


(١) انظر الخبر في: المنتظم ٨/ ١٩٤، ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>