للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عباية الجعفي: ما سرّني بنصيبي من المنى حمر النّعم! وقال الأصمعي: قال ابن أبي الزّناد: المنى والحلم أخوان [١] .

وقال معمّر بن عبّاد: «الأماني للنّفس، مثل التّرّهات [٢] للّسان» .

وقال الشاعر: [من البسيط]

الله أصدق والآمال كاذبة ... وجلّ هذي المنى في الصّدر وسواس

وقال الآخر [٣] : [من البسيط]

إذا تمنّيت مالا بتّ مغتبطا ... إنّ المنى روس أموال المفاليس

لولا المنى متّ من همّ ومن حزن ... إذا تذكرت ما في داخل الكيس

وقال بعض الأعراب [٤] : [من الطويل]

منى إن تكن حقّا تكن أحسن المنى ... وإلّا فقد عشنا به زمنا رغدا

أمانيّ من سلمى حسان كأنما ... سقتني بها سلمى على ظما بردا

وقال بشار [٥] : [من الطويل]

كررنا أحاديث الزمان الذي مضى ... فلذّ لنا محمودها وذميمها

وروى الأصمعيّ عن بعضهم أنه قال: الاحتلام أطيب من الغشيان، وتمنّيك للشيء أوفر حظا في اللّذة من قدرتك عليه.

قال: كأنه ذهب إلى أنه إذا ملك وجبت عليه في ذلك الملك حقوق، وخاف الزوال واحتاج إلى الحفظ.


[١] الخبر بلا نسبة في عيون الأخبار ١/٢٦١، ومحاضرات الأدباء ١/٢١٦ (٢/٤٥٤) .
[٢] الترهات: الأباطيل.
[٣] البيت الأول بلا نسبة في عيون الأخبار ١/٢٦١، وعجزه في محاضرات الأدباء ١/٢١٧، وهذا المعنى أخذه الخالدي فقال:
ولا تكن عبد المنى فالمنى ... رؤوس أموال المفاليس
وهذا البيت في تزيين الأسواق ٤٥٦، ويتيمة الدهر ٢/١٩٢.
[٤] البيتان في ذيل الأمالي ١٠٢، وعيون الأخبار ١/٢٦١، ومحاضرات الأدباء ١/٢١٦ (٢/٤٥٤) ، وشرح عمدة الحفاظ ٣٦٨.
[٥] البيت في عيون الأخبار ١/٢٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>