للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقلت لابن دبوقاء [١] : أي شيء أول التّشاجي [٢] ؟ قال: التباهر والقرمطة [٣] في المشي. وقال [٤] : [من مجزوء الكامل]

فدفعتها فتدافعت ... مشي القطاة إلى الغدير

وكلّ حيوان من ذوات الرجلين والأربع، إذا انكسرت لها قائمة تحاملت بالصحيحة، إلا النعامة فإنها تسقط البتّة.

١٣٦٣-[كثرة سفاد العصفور]

قال [٥] : وكثرة عدد السّفاد، والمبالغة في الإبطاء، والدّوام في كثرة العدد لضروب من الحيوان- فالإنسان يغلب هذه الأجناس بأن ذلك دائم منه في جميع الأزمنة. فأما الإبطاء في حال السّفاد فللجمل والورل والذّبان والخنازير. فهذه فضيلة لذة لهذه الأجناس والأصناف. فأما كثرة العدد فللعصافير.

١٣٦٤-[سفاد التيس]

وقد زعم أبو عبد الله العتبيّ الأبرص، وكان قاطع الشهادة عند أصحابنا البصريّين- أن الذي يقال له المشرطيّ قرع في يوم واحد نيفا وثمانين [٦] قرعة.

إلا أن ذلك منه ومن مثله ينمحق؛ حتى يعود جافرا [٧] في الأيام القليلة.

١٣٦٥-[تيس بني حمّان]

وبنو حمّان يزعمون أن تيس بني حمّان قرع وألقح بعد أن ذبح [٨] . وفخروا بذلك، فقال بعض من يهجوهم: [من الطويل]

وألهى بني حمّان عسب عتودهم ... عن المجد حتى أحرزته الأكارم [٩]


[١] هذا الخبر نقله ابن منظور عن الجاحظ في اللسان، مادة (شجا) ، ١٤/٤٢٤.
[٢] التشاجي: تمنّع المرأة وتحازنها.
[٣] التباهر: إظهار البهر، وهو انقطاع النفس من الإعياء. القرمطة: مقاربة الخطو.
[٤] البيت للمنخل اليشكري في الأغاني ٢١/٣، والأصمعيات ٦٠، وبلا نسبة في أساس البلاغة (شطو) .
[٥] انظر رسائل الجاحظ ٢/٣١٥- ٣١٦ (كتاب البغال) .
[٦] سيأتي الخبر ص ٢٥٣.
[٧] أجفر الرجل: انقطع عن الجماع.
[٨] ثمار القلوب (٥٦٤) وفيه أن تيس بني حمان قفط سبعين عنزا بعد ما فريت أوداجه.
[٩] العسب: ماء الفحل. العتود: الجدي قد بلغ السفاد، والبيت للفرزدق في ربيع الأبرار ٥/٤٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>