للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا ضفدع عليه إكاف ... علّموه بعد النّفار الرّسيم [١]

خطموا أنفه بقطعة حبل ... يا لقومي لأنفه المخطوم

نصبوا منجنيقهم حول بيتي ... يا لقومي لبيتي المهدوم [٢]

وإذا في الغباء سمّ بريص ... قائم فوق بيتنا بقدوم [٣]

قلت: بيت الجرين مجمع صدق ... كان قدما لجمعكم معلوم [٤]

قلن: لولا سنّورتاه احتفرنا ... مسكنا تحت تمره المركوم [٥]

إن تلاق سنّورتاه فضاء ... تذرانا وجمعنا كالهزيم

عشّش العنكبوت في قعر دنّي ... إنّ ذا من رزيّتي لعظيم

ليتني قد غمرت دنّي حتى ... أبصر العنكبوت فيه يعوم

غرقا لا يغيثه الدهر إلا ... زبد فوق رأسه مركوم

مخرجا كفّه ينادي ذبابا ... أن أغثني فإنني مظلوم

قال ذرني فلن أطيق دنوّا ... من نبيذ يشمّه المزكوم

وقال في الفأر والسنور: [من المنسرح]

قد قال سنّورنا وأعهده ... قد كان عضبا مفوّها لسنا [٦]

الو أصبحت عندنا جنازتها ... لحنّطت واشترى لها كفنا [٧]

ثم جمعنا صحابتي وغدوا ... فيهم كريب يبكي وقام لنا

كلّ عجوز حلو شمائلها ... كانت لجرذان بيتنا شجنا [٨]

من كلّ حدباء ذات خشخشة ... أو جرذ ذي شوارب أرنا [٩]


[١] الرسيم: ضرب من السير.
[٢] المنجنيق: آلة حربية ثقيلة تستخدم لقذف الأحجار والسهام وقوارير النفط أو أي مقذوفات أخرى باتجاه العدو. وكلمة «منجنيق» دخلت العربية من الفارسية تحريفا لعبارة «من جه نيك» وقيل إنها تعني «أنا ما أجودني» ، أو بكلمة «منجك» ومعناها «الارتفاع إلى فوق» . انظر الأنيق في المناجنيق ١٦.
[٣] الغباء: الغبار. سم بريص: أراد سام أبرص.
[٤] الجرين: موضع التمر الذي يجفف.
[٥] سنورتاه: مثنى سنورة. المركوم: المجموع.
[٦] العضب: الحديد في الكلام.
[٧] حنطت: طيبت بالحنوط، وهو طيب يخلط للميت خاصة.
[٨] عجوز: أي من السنانير.
[٩] حدباء: أي من الجرذان. الخشخشة: صوت كل شيء يابس. وأراد ما تصدره من صوت حين تقضم الخبز اليابس ونحوه. الأرن: النشيط.

<<  <  ج: ص:  >  >>