للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أملا وأحلى لعيني إن مررت به ... من كرخ بغداد ذي الرّمّان والتّوث [١]

الليل نصفان: نصف للهموم فما ... أقضى الرّقاد، ونصف للبراغيث

أبيت حين تساميني أوائلها ... أنزو وأخلط تسبيحا بتغويث [٢]

سود مداليج في الظلماء مؤذية ... وليس ملتمس منها بمشبوث [٣]

وقد جعل «التوث» بالثاء. ووجه الكلام بالتاء. وتعجيمها نقطتان من فوقها.

وقال آخر [٤] : [من الطويل]

وإنّ امرأ تؤذيّ البراغيث جلده ... ويخرجنه من بيته لذليل

ألا ربّ برغوث تركت مجدّلا ... بأبيض ماضي الشّفرتين صقيل [٥]

وقال آخر: [من الطويل]

لقد علم البرغوث حين يعضّني ... ببغداد إني بالبلاد غريب

وقال آخر: [من الطويل]

لقيت من البرغوث جهدا ولا أرى ... أميرا على البرغوث يقضي ولا يعدي

يقلّبني فوق الفراش دبيبه ... وتصبح آثار تبيّن في جلدي

وقال آخر [٦] : [من الطويل]

ألا يا عباد الله من لقبيلة ... إذا ظهرت في الأرض شدّ مغيرها

فلا الدّين ينهاها ولا هي تنتهي ... ولا ذو سلاح من معدّ يضيرها

وقال يزيد بن نبيه الكلّابي: [من الطويل]

أصبحت سالمت البراغيث بعد ما ... مضت ليلة مني وقلّ رقودها


[١] أملا: أملأ. الكرخ: موضع ببغداد.
[٢] تساميني: تعاليني. أنزو: أثب. التغويث: الصياح بالقول «واغوثاه» .
[٣] المداليج: جمع مدلاج، وهو من أدلج: إذا سافر ليلا. مشبوث: مأخوذ.
[٤] البيت الثاني فيه إقواء، وهو بلا نسبة في محاضرات الأدباء ٢/٣٠٦ (٣/٦٧٤) .
[٥] مجدلا: ملقيا على الجدالة؛ وهي الأرض. الأبيض: السيف، وأراد به هنا أظفاره.
[٦] البيتان بلا نسبة في ديوان المعاني ٢/١٤٩، وربيع الأبرار ٥/٤٧٩، ونهاية الأرب ١٠/١٧٣، وإذا كان الجاحظ قد جعل هذين البيتين في البراغيث فإنه في الصفحة ٢٣٢ فيما سيأتي قال: «وفي القردان يقول الآخر، قال: وبعضهم يجعلها في البراغيث، وهذا باطل» .

<<  <  ج: ص:  >  >>