للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سكّاء مخطوفة في ريشها طرق ... سود قوادمها صهب خوافيها

ويقال في ريشها فتخ، وهو اللّين. ويقال في جناحه طرق: إذا غطى الرّيش الأعلى الأسفل. وقال ذو الرّمّة [١] : [من الطويل]

طراق الخوافي واقع فوق ريعة ... ندى ليلة في ريشه يترقرق [٢]

ويقال: اطّرقت الأرض: إذا ركب التراب بعضه بعضا، ولزم بعضه بعضا، فصار كطراق [٢] النّعال طبقا. وقال العجاج [٣] : [من الرجز]

فاطّرقت إلا ثلاثا دخّسا [٥]

والطّرق، بإسكان الراء: الضرب بالحصى، وهو من فعال الحزاة والعائفين [٦] :

وقال [٧] لبيد، أو البعيث: [من الطويل]

لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى ... ولا زاجرات الطير ما الله صانع

قال: ويقال طرّقت القطاة ببيضها: إذا حان خروجه وتعضلّت به شيئا. قال أبو عبيد ولا يقال ذلك في غير القطاة. وغرّه قول العبديّ [٨] : [من الطويل]

وقد تخذت رجلي لدى جنب غرزها ... نسيفا كأفحوص القطاة المطرّق [٩]

وهذا الشاعر لم يقل إن التطريق لا يكون إلا للقطاة، بل يكون لكل بيّاضة، ولكلّ ذات ولد. وكيف يقول ذلك وهم يروون عن قابلة البادية أنها قالت لجارية


[١] ديوان ذي الرمة ٤٨٨، واللسان (ريع، طرق) ، والتاج (ريع، رقق) ، والجمهرة ٧٥٦، ٧٧٧، ١٠٧٣.
[٢] الريعة: المكان المرتفع.
[٣] الطراق: النعل يطبق على النعل.
[٤] ديوان العجاج ١/١٨٧، وبلا نسبة في العين ٤/١٩٣.
[٥] في ديوانه: «اطرقت: صار بعض ترابها على بعض. والدّخّس: الدواخل، يريد أن هذه الأثافي قد دخلت في الأرض» .
[٦] الحزاة: جمع حاز، وهو الكاهن. العائف: الذي يزجر الطير.
[٧] البيت للبيد في ديوانه ١٧٢، واللسان (طرق) ، والجمهرة ٧٥٦، والعين ٥/١٠٠، والتهذيب ١٦/٢٢٤، وبلا نسبة في المقاييس ١/٤٥٠، والمخصص ١٣/٢٦.
[٨] البيت للممزق العبدي في الأصمعيات ١٦٥، والأشباه والنظائر ١/٢٦٠، وشرح شواهد الإيضاح ٤٠٢، وشرح شواهد المغني ٢/٦٨٠، واللسان (فحص، نسف، طرق) ، والمقاصد النحوية ٤/٥٩٠، وللمثقب العبدي في اللسان (حدب) ، وبلا نسبة في الخصائص ٢/٢٨٧، والجمهرة ٣٨٨، ٥٤١، ٧٥٧، ٨٤٨، ١١٩٢.
[٩] الغرز: هو للجمل مثل الركاب للبغل. النسيف: أثر ركض الرجل «بجنبي البعير إذا انحص عنه الوبر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>