للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البتّة بوجه من الوجوه، ومنها ما يكره على الطّعم ويدخل في حلقة كالحيّة، ومنها ما لا يسفد ولا يدجن، ولا يطعم ولا يشرب، ولا يصيح حتى يموت وهذا المعنى في وحشيّ الطّير أكثر.

١٦٨٣-[حذق السّوداني بتدريب الجوارح]

[١] والذي يحكى عن السوداني القنّاص الجبليّ ليس بناقض لما قلنا، لأنّ الشّيء الغريب، والنادر الخارجيّ، لا يقاس عليه. وقد زعموا أنّه بلغ من حذقه بتدريب الجوارح وتضريتها أنّه ضرّى ذئبا حتّى اصطاد به الظّباء وما دونها، صيدا ذريعا، وأنه ألفه حتى رجع إليه من ثلاثين فرسخا، وقد كان بعض العمّال سرقه منه. وقد ذكروا أنّ هذا الذّئب قد صار إلى العسكر، وأن هذا السّودانيّ ضرّى أسدا حتى اصطاد له الحمير فما دونها صيدا ذريعا، وأنه ضرّى الزّنابير فاصطاد بها الذّبّان. وكلّ هذا عجب، وهو غريب نادر، بديع خارجيّ وذكروا أنّه من قيس عيلان، وأن حليمة ظئر النبي صلّى الله عليه وسلّم قد ولدته.

١٦٨٤-[الحيوانات العجيبة]

وليس عندي في الحمار الهنديّ [٢] شيء. وقد ذكره صاحب المنطق. فأما الدّباب، وفأرة المسك [٣] ، والفنك [٤] ، والقاقم [٥] ، والسّنجاب، والسّمّور [٦] ، وهذه الدوابّ ذوات الفراء [٧] والوبر الكثيف النّاعم، والمرغوب فيه، والمنتفع به، فهي عجيبة.

وإنّما نذكر ما يعرفه أصحابنا وعلماؤنا، وأهل باديتنا. ألا ترى أنّي لم أذكر لك


[١] وردت هذه الفقرة مختصرة في ربيع الأبرار ٥/٤٦٠.
[٢] الحمار الهندي: يسمى الكركدن والحريش، وهو عدو الفيل، يقال إنه متولد من بين الفرس والفيل، وله قرن واحد عظيم في رأسه. حياة الحيوان ٢/٢٤٣، وانظر ما تقدم في ٣/١١٢، الفقرة (٦٩٨) .
[٣] تحدث الجاحظ عن فأرة المسك في ٥/١٦٢.
[٤] الفنك: دويبة يؤخذ منها الفرو. حياة الحيوان ١/٥٧٤.
[٥] القاقم: دويبة تشبه السنجاب، ويشبه جلده جلد الفنك. حياة الحيوان ٢/١٩٥.
[٦] السمور: حيوان بري يشبه السنور، وزعم ناس أنه النمس. حياة الحيوان ١/٥٧٤.
[٧] انظر ما تقدم في ٥/٢٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>