للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٧١٩-[زعم بعض المفسّرين في عقاب الحية]

وبعض أهل التّفسير يزعم أنّ الله عزّ وجلّ عاقب الحيّة- حين أدخلت إبليس في جوفها حتّى كلّم آدم على لسانها- بعشر خصال، منها شقّ اللسان [١] .

قالوا [١] : فلذلك ترى الحيّة أبدا إذا ضربت لتقتل كيف تخرج لسانها، تلويه كما يصنع المسترحم من النّاس بإصبعه إذا ترحّم أو دعا، لتري الظالم عقوبة الله تعالى لها.

١٧٢٠-[تناسل الضب]

قال أبو خالد: قال أبو حيّة: الأصل واحد، والفرع اثنان، وللأنثى مدخلان.

وأنشد لحبّى المدنيّة [٢] : [من الوافر]

وددت بأنّه ضبّ وأني ... كضبّة كدية وجدت خلاء

قال: قالت هذا البيت لابنها، حين عذلها، لأنّها تزوّجت ابن أمّ كلاب، وهو فتى حدث، وكانت هي قد زادت على النّصف، فتمنّت أن يكون لها حران ولزوجها أيران.

وقال ابن الأعرابيّ: للأنثى سبيلان، ولرحمها قرنتان، وهما زاويتا الرّحم. فإذا امتلأت الزّاويتان أتأمت، وإذا لم تمتلئ أفردت.

وقال غيره من العلماء: هذا لا يكون لذوات البيض والفراخ، وإنما هذا من صفة أرحام اللواتي يحبلن بالأولاد، ويضعن خلقا كخلقهنّ ويرضعن. وكيف تفرد الضبّة وهي لم تتئم قط. وهي تبيض سبعين بيضة في كلّ بيضة حسل.

قال: ولهذه الحشرات أيور معروفة، إلّا أنّ بعضها أحقر من بعض. فأما الخصى فشيء ظاهر لمن شقّ عنها.

١٧٢١-[تناسل الذباب]

وجسر أبو خالد، فزعم أنه قد أبصر أير ذباب وهو يكوم ذبابة وزعم أن اسم أيره المتك. وأنشد لعبد الله بن همام السّلوليّ [٣] : [من الكامل]


[١] انظر ما تقدم في ٤/٣٣٩، ٣٥٧.
[٢] البيت في اللسان والتاج (نزك) لامرأة لامها ابنها في زوجها.
[٣] ديوان عبد الله بن همام السلولي ٣٧- ٣٨، وثمار القلوب ٣٩٨ (٧٢٨) ، وتقدم البيتان بلا نسبة في ٣/١٥٢، الفقرة (٧٦٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>