للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما رأيت القصر غلّق بابه ... وتعلّقت همدان بالأسباب

أيقنت أنّ إمارة ابن مضارب ... لم يبق منها قيس أير ذباب

وهذا شعر لا يدلّ على ما قال.

وقال أصحابنا: إنّما المتك البظر. ولذلك يقال للعلج: يابن المتكاء كما يقال له: يابن البظراء.

[القول فيمن استطاب لحم الضب ومن عافه]

روى أنّه أتي به على خوان النبي صلّى الله عليه وسلّم فلم يأكله، وقال [١] : «ليس من طعام قومي» .

وأكله خالد بن الوليد فلم ينكر عليه [١] .

ورووا أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال [٢] : «لا أحلّه ولا أحرّمه» . وأنكر ذلك ابن عباس وقال:

ما بعثه الله تعالى إلّا ليحلّ ويحرّم.

وحرّمه قوم، ورووا أنّ أمّتين مسختا، أخذت إحداهما في البر، فهي الضّباب، وأخذت الأخرى في طريق البحر، فهي الجرّيّ [٣] .

ورووا عن بعض الفقهاء أنه رأى رجلا أكل لحم ضبّ، فقال: اعلم أنّك قد أكلت شيخا من مشيخة بني إسرائيل [٤] .

وقال بعض من يعافه: الذي يدلّ على أنّه مسخ شبه كفّه بكفّ الإنسان.

وقال العدار الأبرص، نديم أيّوب بن جعفر، وكان أيوب لا يغبّ [٥] أكل الضباب، في زمانها. ولها في المربد سوق تقوم في ظلّ دار جعفر. ولذلك قال أبو فرعون، في كلمة له طويلة: [من الرجز]


[١] أخرجه البخاري في الأطعمة، حديث رقم ٥٠٧٦، وأعاده في الذبائح والصيد، حديث رقم ٥٢١٧، ومسلم في الصيد والذبائح، باب إباحة الضب، حديث رقم ١٩٤٥- ١٩٤٦.
[٢] أخرجه البخاري في الذبائح والصيد، حديث رقم ٥٢١٦، ومسلم في الصيد والذبائح برقم ١٩٤٣.
[٣] الجري: ضرب من السمك. انظر ما تقدم في ١/١٥٤، ١٩٦، ٢٠٣.
[٤] ورد الخبر في ربيع الأبرار ٥/٤٦٨.
[٥] الغب: هو أن يرد يوما ويدع يوما.

<<  <  ج: ص:  >  >>