للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٧٧٩-[استطراد لغوي]

وقال آخرون: كلّ مستجنّ فهو جنّيّ، وجانّ، وجنين. وكذلك الولد قيل له جنين لكونه في البطن واستجنانه. وقالوا للميّت الذي في القبر جنين. وقال عمرو بن كلثوم [١] : [من الوافر]

ولا شمطاء لم تدع المنايا ... لها من تسعة إلّا جنينا

يخبر أنّها قد دفنتهم كلّهم.

١٧٨٠-[طبقات الملائكة]

قالوا: وكذلك الملائكة، من الحفظة، والحملة، والكروبيّين [٢] . فلا بدّ من طبقات. وربّما فرّق بينهم بالأعمال، واشتقّ لهم الاسم من السّبب كما قالوا لواحد من الأنبياء: خليل الله، وقالوا لآخر: كليم الله، وقالوا لآخر: روح الله.

١٧٨١-[مراتب الشجعان]

والعرب تنزل الشّجعاء في المراتب. والاسم العامّ شجاع، ثمّ بطل، ثم بهمة، ثم أليس. هذا قول أبي عبيدة.

فأمّا قولهم: شيطان الحماطة، فإنّهم يعنون الحيّة. وأنشد الأصمعي [٣] : [من الطويل]

تلاعب مثنى حضرميّ كأنّه ... تعمّج شيطان بذي خروع قفر

وقد يسمّون الكبر والطغيان، والخنزوانة، والغضب الشّديد شيطانا، على التّشبيه. قال عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه [٤] : «والله لأنزعنّ نعرته، ولأضربنّه حتى أنزع شيطانه من نخرته» .


[١] ديوان عمرو بن كلثوم ٨١، وشرح القصائد العشر ٣٣٠، وشرح القصائد السبع ٣٨٤، والمخصص ١٦/١٦، ونسب إلى الأعشى في اللسان (جنن) ، وهو بلا نسبة في التاج (جنن) .
[٢] الكروبية: سادة الملائكة، منهم: جبريل وميكائيل وإسرافيل، وهو من الكرب بمعنى القرب، لأنهم أقرب الملائكة إلى حملة العرش. وفي ديوان أمية بن أبي الصلت ٣٧٠:
(ملائكة لا يفترون عبادة ... كروبية منهم ركوع وسجّد)
[٣] تقدم البيت في ٤/٣٢٤ منسوبا إلى طرفة، وليس في ديوانه. وتقدم بلا نسبة في ١/١٩٨، الفقرة (١٢٠) مع تخريج واف.
[٤] تقدم حديث عمر بن الخطاب في ١/١٠١، الفقرة (١٢٠) ، و ١/١٩٧، الفقرة (٢٢٨) ، و ٣/١٦٧، الفقرة (٨٠٠) ، وفي هذا الجزء ص ٤١١، الفقرة (١٧٧٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>