للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨٠١-[الحوشية من الإبل]

والحوش من الإبل عندهم هي التي ضربت فيها فحول إبل الجن. فالحوشيّة من نسل إبل الجن. والعيديّة، والمهرية، والعسجديّة، والعمانية، قد ضربت فيها الحوش.

وقال رؤبة [١] : [من الرجز]

جرّت رحانا من بلاد الحوش

وقال ابن هريم: [من الطويل]

كأنّي على حوشيّة أو نعامة ... لها نسب في الطّير وهو ظليم

وإنما سمّوا صاحبة يزيد بن الطّثرية «حوشيّة» على هذا المعنى.

١٨٠٢-[التحصّن من الجنّ]

وقال بعض أصحاب التفسير في قوله تعالى: وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً

[٢] : إنّ جماعة من العرب كانوا إذا صاروا في تيه من الأرض، وتوسّطوا بلاد الحوش، خافوا عبث الجنّان والسّعالي والغيلان والشياطين، فيقوم أحدهم فيرفع صوته: إنا عائذون بسيّد هذا الوادي! فلا يؤذيهم أحد، وتصير لهم بذلك خفارة [٣] .

١٨٠٣-[الصرع والاستهواء]

[٤] وهم يزعمون أن المجنون إذا صرعته الجنّيّة، وأنّ المجنونة إذا صرعها الجنيّ- أنّ ذلك إنما هو على طريق العشق والهوى، وشهوة النّكاح، وأن الشيطان يعشق المرأة منّا، وأنّ نظرته إليها من طريق العجب بها أشدّ عليها من حمّى أيام، وأنّ عين الجانّ أشدّ من عين الإنسان.

قال: وسمع عمرو بن عبيد، رضي الله عنه، ناسا من المتكلّمين ينكرون صرع الإنسان للإنسان، واستهواء الجنّ للإنس، فقال وما ينكرون من ذلك وقد سمعوا قول


[١] ديوان رؤبة ٧٨، واللسان والتاج والأساس (حوش) ، والتهذيب ٥/١٤٢، والمجمل ٢/١٢٢، والمقاييس ٢/١١٩، وتقدم في ١/١٠٣، نهاية الفقرة (١٢٢) .
[٢] ٦/الجن: ٧٢.
[٣] خفارة: ذمة.
[٤] انظر هذه الفقرة في رسائل الجاحظ ٢/٣٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>