للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشرّ ما قال الرّجال الكذب ... صبّ عليه ضبع وذئب

سرحانة وجيأل قرشبّ ... ذيخ عدته رملة وهضب [١]

كأنه تحت الظّلام سقب ... يأخذ منه من رآه الرّعب [٢]

أبو جراء مسّهنّ السّغب ... حتّى يقال حيث أفضى السحب [٣]

وأنت نفّاق هناك ضبّ ... وصبّح الراعي مجرّا وغب [٤]

ورخات بينهنّ كعب ... وأكرع العير وفرث رطب [٥]

تقول: أدنوني إلى شرائه، ويقال ثرية لقيك لغة طائيّة.

وقال قرواش بن حوط [٦] : [من الكامل]

نبّئت أن عقالا بن خويلد ... بنعاف ذي عدم وأنّ الأعلما [٧]

ضبعا مجاهرة وليثا هدنة ... وثعيلبا خمر إذا ماء أظلما [٨]

لا تسأماني من رسيس عداوة ... أبدا فلست بسائم إن تسأما [٩]

غضّا الوعيد فما أكون لموعدي ... فيئا ولا أكلا له متخضّما [١٠]

فمتى ألاقكما البراز تلاقيا ... عركا يفلّ الحدّ شاكا معلما [١١]


[١] السرحانة: أنثى الذئب. جيأل: الضبع. القرشب: الأكول والمسن. الذيخ: ذكر الضباع الكثير الشعر. عدته: صرفته عنها.
[٢] السقب: ولد الناقة.
[٣] السغب: الجوع.
[٤] نفق: دخل في نافقائه. مجرا: مجرأ، وهو الجريء. الوغب: اللئيم.
[٥] الرخم: مما يقع على الجيف. الكعب: العظم لكل ذي أربع. العير: الحمار. الفرث: ما في الكرش من السرجين.
[٦] الأبيات لقرواش بن حوط بن أنس في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ١٤٦٠، والأبيات (٢- ٣- ٤) في معجم الشعراء ٢٢٤، والبيت الثاني في عيون الأخبار ١/١٦٦.
[٧] النعاف: جمع نعف، وهو أنف الجبل. ذو عدم: واد باليمن، وموضع بنواحي المدينة.
[٨] في شرح ديوان الحماسة والضبع يوصف بضعف القلب. والخمر ما واراك من الشجر. وصغّر الثعلب لأنه كلما كان أصغر كان على الروغان أقدر. إذا أظلما: أي دخلا في الظلمة خبثا، لأن الثعلب حاله كذا.
[٩] «رسيس عداوة: مثل رسيس الحمى والهوى؛ ورسهما لما يبدأ منهما.
[١٠] غضا: كفّا، وأصل الغض: الكسر. الفيء: الغنيمة. الأكل: ما يؤكل. متخضما: مأكولا بسهولة، والخضم: أكل شيء يلين على الضرس. يقول: لا ألين لمن أراد أكلي.
[١١] البراز: أي متبارزين. العرك: البطش في الحرب. الشاك: الشائك السلاح، وهو ذو الشوكة والحد في سلاحه.

<<  <  ج: ص:  >  >>