للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكاعاني، وهو اسم الذي يتجنّن أو يتفالج فالج الرّعدة والارتعاش، فإنّه يحكي من صرع الشّيطان، ومن الإزباد، ومن النّفضة، ما ليس [يصدر] [١] عنهما.

وربّما جمعهما في نقاب واحد، فأراك الله تعالى [منه] [١] مجنونا مفلوجا يجمع الحركتين جميعا بما لا يجيء من طباع المجنون.

١٩٥٩-[حكاية الإنسان للأصوات وغيرها]

والإنسان العاقل وإن كان لا يحسن يبني كهيئة وكر الزّنبور، ونسج العنكبوت، فإنه إذا صار إلى حكاية أصوات البهائم وجميع الدوابّ وحكاية العميان والعرجان؛ والفأفأء، وإلى أن يصوّر أصناف الحيوان بيده، بلغ من حكايته الصّورة والصوت والحركة ما لا يبلغه المحكيّ.

١٩٦٠-[الحركات العجيبة للإنسان]

[٢] وفي النّاس من يحرّك أذنيه من بين سائر جسده، وربّما حرّك إحداهما قبل الأخرى.

ومنهم من يحرّك شعر رأسه، كما أنّ منهم من يبكي إذا شاء، ويضحك إذا شاء.

وخبّرني بعضهم أنّه رأى من يبكي بإحدى عينيه، وبالتي يقترحها عليه الغير.

وحكى المكّي عن جوار باليمن. لهنّ قرون مضفورة من شعر رؤوسهن، وأنّ إحداهنّ تلعب وترقص على إيقاع موزون، ثمّ تشخص قرنا من تلك القرون، ثمّ تلعب وترقص، ثمّ تشخص من تلك الضّفائر المرصّعة واحدة بعد أخرى، حتّى تنتصب كأنها قرون أوابد في رأسها. فقلت له: فلعلّ التّضفير والترصيع أن يكون شديد الفتل ببعض الغسل [٣] والتّلبيد، فإذا أخرجته بالحركة التي تثبتها في أصل تلك الضفيرة شخصت. فلم أره ذهب إلى ذلك، ورأيته يحقّقه ويستشهد بأخيه.

١٩٦١-[حذر الذئب عند نومه]

وتزعم الأعراب أنّ الذّئب ينام بإحدى عينيه، ويزعمون أنّ ذلك من حاقّ الحذر [٤] . وينشد شعر حميد بن ثور الهلاليّ، وهو قوله [٥] : [من الطويل]


[١] إضافة يقتضيها السياق.
[٢] وردت هذه الفقرة باختصار في ربيع الأبرار ٥/٤٧٤.
[٣] الغسل: ما يغسل به الرأس.
[٤] حاق الحذر: شدته.
[٥] ديوان حميد بن ثور ١٠٥، وثمار القلوب (٥٠٨) ، وديوان المعاني ٢/١٣٤، والخزانة ٤/٢٩٢، والمقاصد النحوية ١/٥٦٢، وربيع الأبرار ٥/٤١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>