للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٩٦٥-[رجز في الضبع]

وأنشد أبو الرّديني، عن عبد الله بن كراع، أخي سويد بن كراع، في الضّبع:

[من الرجز]

من يجن أولاد طريف رهطا ... مردا أوله شمطا [١]

رأى عضاريط طوالا ثطّا ... كأضبع مرط هبطن هبطا [٢]

ثم يفسّين هزيلا مرطا ... إنّ لكم عندي هناء لعطا [٣]

خطما على آنفكم وعلطا [٤]

١٩٦٦-[تأويل رؤيا أبي مجيب]

وحكى أبو مجيب، ما أصابه من أهله، ثمّ قال: وقد رأيت رؤيا عبّرتها: رأيت كأني طردت أرنبا فانجحرت، فحفرت عنها حتّى استخرجتها، فرجوت أن يكون ذلك ولدا أرزقه، وإنه كانت لي ابنة عمّ هاهنا، فأردت أن أتزوّجها؛ فما ترى؟ قلت:

تزوّجها على بركة الله تعالى. ففعل؛ ثمّ استأذنني أن يقيم عندنا أيّاما؛ فأقام ثم أتاني فقلت: لا تخبرني بشيء حتى أنشدك. ثمّ أنشدته هذه الأبيات [٥] : [من الرجز]

يا ليت شعري عن أبي مجيب ... إذ بات في مجاسد وطيب [٦]

معانقا للرّشأ الرّبيب ... أأقحم الحفار في القليب

أم كان رخوا يابس القضيب

قال: بلى كان والله رخوا يابس القضيب، والله لكأنّك كنت معنا ومشاهدنا!

١٩٦٧-[خصال الفهد]

فأمّا الفهد؛ فالذي يحضرنا من خصاله أنّه يقال إن عظام السّباع تشتهي ريحه [٧] ، وتستدلّ برائحته على مكانه وتعجب بلحمه أشدّ العجب.

وقد يصاد بضروب، منها الصّوت الحسن؛ فإنّه يصغي إليه إصغاء حسنا. وإذا


[١] مردا: جمع أمرد، شمطا، جمع أشمط: وهو الذي اختلط سواد شعره في بياضه.
[٢] العضاريط: الخدم والتباع. الثط: جمع أثط؛ وهو القليل شعر اللحية. أضبع: جمع ضبع. مرط:
جمع أمرط؛ وهو الخفيف شعر الجسد والحاجبين. هبطن: هزلن.
[٣] يهجوهم بضعف الفساء. الهناء: ضرب من القطران تطلى به الإبل. اللعط: الكي بالنار.
[٤] خطمه بالسيف: ضربه وسط أنفه.
[٥] الرجز الأغاني ٥/٣٤٩.
[٦] المجاسد: جمع مجسد؛ وهو الثوب المصبوغ بالجساد أي الزعفران.
[٧] تقدم في ٤/الفقرة (٢٢٨) : «والسباع تشتهي رائحة الفهود، والفهد يتغيب عنها..» .

<<  <  ج: ص:  >  >>