للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنت امرؤ في أرض أمّك فلفل ... جمّ وفلفلنا هناك الدّندن «١»

فبحقّ أمّك وهي منك حقيقة ... بالبرّ واللّطف الذي لا يخزن

لا تدن فاك من الأمير ونحّه ... حتّى يداوي ما بأنفك أهرن

إن كان للظّربان جحر منتن ... فلجحر أنفك يا محمّد أنتن

وقال الربيع بن أبي الحقيق- وذكر الظّربان- حين رمى قوما بأنّهم يفسون في مجالسهم، لأنّ الظّربان أنتن خلق الله تعالى فسوة «٢» . وقد عرف الظّربان ذلك فجعله من أشدّ سلاحه، كما عرفت الحبارى ما في سلاحها من الآلة، إذا قرب الصقر منها «٣» . والظّربان يدخل على الضبّ جحره وفيه حسوله أو بيضه، فيأتي أضيق موضع في الجحر فيسدّه بيديه، ويحوّل استه فلا يفسو ثلاث فسوات حتى يدار بالضبّ فيخرّ سكران مغشيّا عليه، فيأكله، ثم يقيم في جحره حتّى يأتي على آخر حسوله.

وتقول العرب: إنّه ربّما دخل في خلال الهجمة فيفسو، فلا تتمّ له ثلاث فسوات حتى تتفرّق الإبل عن المبرك، تتركه وفيه قردان فلا يردّها الراعي، إلّا بالجهد الشديد «٤» .

فقال الربيع، وهجاهم أيضا بريح التّيوس: [من المتقارب]

قليل غناؤهم في الهياج ... إذا ما تنادوا لأمر شديد «٥»

وأنتم كلاب لدى دوركم ... تهرّ هرير العقور الرّصود

وأنتم ظرابيّ إذ تجلسون ... وما إن لنا فيكم من نديد

وأنتم تيوس وقد تعرفون ... بريح التّيوس وقبح الخدود

قال: ويقال: «أفسى من الظّربان» ويسمّى مفرّق النّعم، يريدون من نتن ريح فسائه. ويقال في المثل- إذا وقع بين الرجلين شرّ فتباينا وتقاطعا-: «فسا بينهما

<<  <  ج: ص:  >  >>