للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيومئذ قامت شماط بقدرها ... وقام عسيب القفر يثني ويخطب

وقام صبيّ دردق في قماطه ... عليهم بأصناف اللّسانين معرب «١»

فثّبت زرارة بن أعين قول أبي السّريّ في العنقاء، وزادنا تثبيت الكبريت الأحمر ولا أعلم في الأرض قوما يثبّتون العنقاء على الحقيقة غيرهم.

٢١٠٣-[الكركدن]

قال: والذي يثبت الكركدّن أن داود النبي صلّى الله عليه وسلّم ذكره في الزّبور حتّى سمّاه.

وقد ذكره صاحب المنطق (في كتاب الحيوان) إلّا أنه سمّاه بالحمار الهنديّ، وجعل له قرنا واحدا في وسط جبهته. وكذلك أجمع عليه أهل الهند كبيرهم وصغيرهم.

وإنما صار الشكّ يعرض في أمره من قبل أنّ الأنثى منها تكون نزورا «٢» ، وأيام حملها ليست بأقل من أيام حمل الفيلة «٣» فلذلك قلّ عدد هذا الجنس.

وتزعم الهند أنّ الكركدّن إذا كانت ببلاد، لم يرع شيء من الحيوان شيئا من أكناف تلك البلاد، حتى يكون بينه وبينها مائة فرسخ من جميع جهات الأرض؛ هيبة له، وخضوعا له، وهربا منه.

وقد قالوا في ولدها وهو في بطنها قولا لولا أنّه ظاهر على ألسنة الهند لكان أكثر النّاس، بل كثير من العلماء، يدخلونه في باب الخرافة وذلك أنهم يزعمون أنّ أيام حملها إذا كادت أن تتم، وإذا نضجت وسحبت وجرّت وجرى وقت الولادة، فربما أخرج الولد رأسه من ظبيتها «٤» فأكل من أطراف الشجر، فإذا شبع أدخل رأسه، حتّى إذا تمّت أيامه وضاق به مكانه وأنكرته الرّحم، وضعته مطيقا قويّا على الكسب والحضر والدفع عن نفسه، بل لا يعرض له شيء من الحيوان والسّباع.

٢١٠٤-[ولد الفيل]

وقد زعم صاحب المنطق أنّ ولد الفيل يخرج من بطن أمّه نابت الأسنان، لطول لبثه في بطنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>