للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢١٣٧-[هياج الفيل]

قال: وإذا اغتلم الفيل قتل الفيلة والفيّالين وكلّ من لقيه من سائر النّاس، ولم يقم له شيء، حتى لا يكون لسوّاسه همّ إلّا الهرب، وإلّا الاحتيال لأنفسهم.

وتزعم «١» الفرس أنّ فيلا من فيلة كسرى اغتلم، فأقبل نحو النّاس فلم يقم له شيء، حتى دنا من مجلس كسرى فأقشع «٢» عنه جنده، وأسلمته صنائعه، وقصد إلى كسرى ولم يبق معه إلّا رجل واحد من فرسانه كان أخصّهم به حالا، وأرفعهم مكانا، فلمّا رأى قربه من الملك شدّ عليه بطبرزين «٣» كان في يده فضرب به جبهته ضربة غاب لها جميع الحديدة في جبهته، فصدف عنها وارتدع، وأبى كسرى أن يزول من مكانه، فلمّا أيقن بالسّلامة قال لذلك الرجل: ما أنا بما وهب الله لي من الحياة على يدك بأشدّ سرورا منّي بالذي رأيت من هذا الجلد والوفاء والصّبر في رجل من صنائعي، وحين لم تخطئ فراستي، ولم يفل رأيي «٤» فهل رأيت أحدا قطّ أشدّ منك؟ قال: نعم.

قال: فحدّثني عنه. قال: على أن تؤمّنني. فأمّنه فحدّث عن بهرام جوبين بحديث شقّ على الملك وكرهه، إذ كان عدوّه على تلك الصّفة.

قال: إذا اغتلم الفيل وصال وغضب وخمط «٥» خلّاه الفيّالون والرّوّاض، فربّما عاد وحشيّا.

٢١٣٨-[أهليّ الفيلة ووحشيّها]

والفيلة من الأجناس التي يكون فيها الأهليّ والوحشيّ، كالسّنانير والظّباء والحمير وما أشبه ذلك. وأنشد الكرمانيّ لشاعر المولتان قوله: [من البسيط]

فكنت في طلبي من عنده فرجا ... كراكب الفيل وحشيّا ومغتلما

وهذه القصيدة هي التي يقول فيها:

قد كنت صعّدت عن بغبور مغتربا ... حتى لقيت بها حلف النّدى حكما «٦»

قرم كأنّ ضياء الشّمس سنّته ... لو ناطق الشّمس ألقت نحوه الكلما

<<  <  ج: ص:  >  >>