للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢١٥٨-[خرطوم الفيل]

وخرطومه، الذي هو سلاحه والذي به يبطش وبه يعيش، من مقاتله.

وقال زهرة بن جؤيّة يوم القادسية: أمّا لهذه الدابة مقتل؟ قالوا: بلى، خرطومه، فشدّ عليهم حتى خالطهم، ودنا من الفيل، فحمل كلّ واحد منهما على صاحبه فضرب خرطومه فبرك وأدبر القوم.

٢١٥٩-[بعض صفة الفيل]

قال: والفيل أفقم قصير العنق، مقلوب اللسان، مشوّه الخلق، فاحش القبح.

ولم يفلح ذو أربع قطّ قصير العنق في طلب ولا هرب. ولولا أنّ مسلوخ النّور يجول في إهابه، ولولا سعته وغببه، لما خطا مع قصر عنقه، ولذلك قال الأعرابي «١» : «ومن جعل الأوقص كالأعنق والمطبّق كالضابع» .

وقال الشّاعر في غبب الثّور «٢» ، وهو إسحاق بن حسان الخريميّ «٣» : [من المتقارب]

وأغلب فضفاض جلد اللّبان ... يدافع غبغبه بالوظيف

وليس يؤتى البعير في حضره مع طول عنقه إلّا من ضيق جلده. والفيل ضئيل الصّوت، وذلك من أشدّ عيوبه. والفيل إذا بلغ في الغلمة أشدّ المبالغ أشبه الجمل في ترك الماء والعلف حتى تنضمّ أيطلاه ويتورّم رأسه. وقد وصف الرّاجز الجمل الهائج فقال: [من الرجز]

سام كأنّ رأسه فيه ورم ... إذ ضمّ إطليه هياج وقطم «٤»

وآض بعد البدن ذا لحم زيم «٥»

ولو لم يكن في الفيلة من العيب إلا أن عدة أيام حملها كعمر بعض البهائم، لكان ذلك عيبا.

وقد ترك أهل المدينة غراس العجوة، لمّا كانت لا تطعم إلّا بعد أربعين سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>